عليه وسلم حُنينًا. روى عنه أبو سلمةَ بن عبد الرحمن الفقيه ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيميُّ، وأروى الناس عنه لبن شهلب الزُّهريُّ.
ومنهم الأسود بن يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرةَ. وهو ابن خال رسول الله ﷺ الأقرب أخى أمه آمنة بنت وهب. وكان الأسودُ من المستهزئين. وإليه يُنسب المقدادُ لأنه كان تبنَّاهُ.
وابنهُ عبد الرحمن من خيار المسلمين، يُعدل بالصحابة وليس منهم. وروى الزهريُّ أن النبي ﷺ دخل على بعض أزواجه فإذا بامرأةٍ حسنة النغمة. فقال: " من هذه؟ " قالت: إحدى خالاتك. فقال: " إنَّ خالاتي بهذه البلدةِ لَغرائبُ؛ أيُّ خالاتي هيَ؟ ". قالت: خالدة بنت الأسود بن عبد يغوثَ. فقال النبي ﵇. وهو الذي أشارَ جبريل ﵇ إلى بطنه، والنبيُّ ﵇ واقف معه في الكعبة. فاستسقى بطنُهُ فمات حَبَنًا.
وأخوه الأرقم بن عبد يغوث: عمُّ خالدةَ هذه. هو والدُ عبد الله بن الأرقم من مسلمة الفتح، وحسُن إسلامه. وكتب للنبيِّ ﵇ ولأبي بكر. واستكتبَهُ أيضا عمر، واستعمله على بيت المال. وقال خليفةُ بن خياط: لم يزل عبد الله بن الأرقم على بيت المال خلافة عمر كلها وسنين من خلافة عثمان حتى استعفاه من ذلك، فأعفاهُ. وذكر محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله ﷺ استكتب عبد الله بن الأرقم، فكان يجيب عنهالملوك. وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك فيكتب، ويأمر، أن يُطِّنه ويختمه، وما يقرؤه لأمانته عنده. وروى ابن القاسم عن مالك قال: بلغني أنه ورد على رسول الله ﷺ كتاب، فقال: " من يُجيبُ عني؟ " فقال عبد الله بن الأرقم: أنا. فأجاب عنه، وأتى به إليه، فأعجبه وأنفذه. وكان عمر حاضرًا، فأعجبه ذلك من عبد الله بن الأرقم. فلم يزل في نفسه يقول: أصاب ما أراد رسول الله صلى
1 / 71