ظلَت سيوفُ بني أبيهِ تَنوشُهُ ... للهِ أرْحامٌ هناكَ تشقَّقُ
فلما بلغ قولها رسول الله ﷺ بكى حتى أَخضلت الدموعُ لحيتَهُ وقال: " لو بلغني شعرُها قبل أن أقتُلَه لعفوتُ عنه ". ذكر هذا الخبر عبدُ الله بن إدريس في حديثهِ، وذكره الزُّبير وقال: فرقَّ لها رسول الله ﷺ حتى دَمعت عيناهُ، وقال: " يا أبا بكر لو سمعتُ شعرها ما قتلتُ أباها ".
ومن بني عبدِ بن قُصي طُليب بن عُمير بن وهب بن أبي كَبير بن عبد. وأمُّه أَروى بنتُ عبد المطلب، وهو من المهاجرين الأولين. شهد بدرًا، وقُتل يوم أَجناديْن شهيدًا. وقيل: استشهد يومَ اليرموك.
كلاب بن مرّة
ووَلد كلاب قصيًا. وقد ذكرتُه وذكرت ولدهُ وزهرةَ.
زهرة بن كلاب: وهوَ أخو قُصيٍّ لأمه وأبيه. وقُصي وزهرة هما الصَّريحان من قريش، لأنهما ولدا رسول الله ﷺ من قبل أبيه وأمه.
فمن بني زهرةَ سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ومَخْرمةُ بن نوفل وهو من مسلمة الفتح، وعاش مئة وخمس عشرة سنة وكُفَّ بصره، ويكنى أبا المِسْوَر وقيل يكنى أبا صفوان الأكثر والأشهر. وقال له النبي ﷺ: " يا أبا صفوان ". وهو مخرمة بن نوفل بن أُهيب بن عبد مناف بن زهرة. وجدُّه أُهيب عمُّ آمنة أمَّ النبي ﵇، أخو أبيها وهب بن عبد مناف. ومخرمة ابن عم سعد بن أبي وقاص لحًَّا.
وابنه المِسْوَر بن مخرمة: قُبض النبي ﵇ وهو ابن ثماني سنين، قال
1 / 68