353

Al-Jawhara fī nasab al-nabī wa-aṣḥābihi al-ʿashara

الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

Publisher

دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Publisher Location

الرياض

دعِ المكارمِ لا ترحلْ لبغْيتِها ... واقعدْ، فإنك أنتَ الطاعمُ الكاسي
فاستعدى عليه الزبرقان عمر بن الخطاب فرفعه إليه، فاستنشده. فقال عمر لحسَّان بن ثابت: أتُراهُ هجاهُ؟ قال: نعم، وسلح عليه. فحبسه عمر، فقال الحطيئة، وهو في السجن:
ماذا تقولُ لأفراخٍ بذي مَرَخٍ ... حمرِ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ؟
ألقيتَ كاسبِهم في قَعر مُظلمةٍ ... فاغفرْ عليك سلامُ الله يا عمرُ
أنتَ الإمامُ الذي مِن بعدِ صاحبهِ ... ألقتْ إليكَ مَقاليدَ النُّهي البَشَرُ
ما آثروكَ بها إذ قدَّموك لها ... لكنْ لأنفسهم كانتْ بها الأُثرُ
فأطلقه عمر، وأخذ عليه عهدا ألا يهجو أحد. وقيل: أنه اشترى منه أغراض المسلمين بأربعين ألفا. وذكر أبو عُبيدة أن الطيئة نقه من مرض له فقال:
لكلِّ جديدٍ لذةٌ غير أنني ... وجدْتُ جديد الموتِ غيرَ لذيذِ
وذُكر أنه خرج يوما وهو ناقه ضجر، وهو يقول:
أبتْ شَفَتايَ اليومَ إلا تكلمًا ... بسوءٍ فما أَدري لمن أنا قائلُهْ

1 / 367