259

Al-Jawhara al-munīra - 1

الجوهرة المنيرة - 1

Genres

ولنرجع إلى تمام أخبار تهامة الشامية(13) ولما فتح الله تهامة الشامية وبنادرها طمع الإمام -عليه السلام- في إصلاح الشريف الرئيس الحسين بن أحمد(1) صاحب صبيا(2)، وكان له رئاسة عظيمة في قومه محببا إليهم، وله شجاعة، وقد ظهر في بعض حروبه على أشراف مكة وقد قصدوه إلى بلده. وأن يجعله يدا على أهل الشام الداخل، وأن يجمع الله به شمل الأشراف ويتصدر للجهاد، فراسله وواصله. فلم يبعد، خلا إنه غافل عن وجوب الإمامة في الجملة وعن التحكم لها والرجوع إليها [179/ب] فرأى الإمام -عليه السلام- إرسال السيد العلامة شمس الدين وشيخ العترة الطاهرين أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي(3)، نفع الله به إليه، وأن يحسن دعاه ويعرفه هداه وسبيل آبائه سفن النجاة، فتوجه إليه مع كبر سنة، فلم يقابله بما يحق له من الجلالة والفخامة، وحصل من وصوله إليه نفس البيعة والخطبة ولم يلتزم الرئاسة للجهاد، وقبل من السيرة الإمامية بعضا، وأقام السيد أحمد نحو أربعة أشهر، ثم أمر الإمام -عليه السلام- السيد الفاضل العالم أحمد بن صلاح الديلمي(4) لملازمته في صبيا(5)، ويكون إليه القضاء، وعاد السيد أحمد نفع الله به، وستأتي إن شاء الله تعالى أخبار تهامة المتصلة ببلاد مكة وجمل من أخبار الشريف الكبير محسن بن حسين بن أبي نمي ومصيره إلى الإمام -عليه السلام-.

ونسخة كتاب الإمام -عليه السلام- إلى الشريف صاحب صبيا للدعوة ثم تعقبه وصول من ذكرهم الإمام -عليه السلام- من بني إخوته، فجهز معه مولانا السيد العلامة شيخ العترة أحمد بن محمد الشرفي، نفع الله به كما تقدم، ونسخة الكتاب الذي معه:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين:

{ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}[محمد:7]

ما عذر من بلغت به أعراقه

أن لا يمد إلى المكارم باعه

متحلقا حتى تكون ذيوله

أعن المقادر لا تكن هيابة ... حتى بلغن إلى النبي محمد وينال منقطع العلى والسؤدد

Page 285