ولما وصله الجواب ضاق صدره وطلب أهل الرأي من أصحابه وقال: ما يكون الجواب فرجحوا له الجواب أن لا نعرف في أي موضع هو. ثم أرسل نفاعة على أهل علمان مائة وخمسين حرفا أو أكثر ويحصلونه، فأخذ أهل البلد ما في بيت الفقيه حسن وسلموه لأهل تلك النفاعة. فلما وصل الإمام خبره أعرض عنه كأنه لم يعلم، ولما فتح الله بالإستيلاء على صنعاء وغيرها ضمن أهل علمان دية الفقيه المذكور وعاقبهم بألف حرف وأربعمائة حرف كما بلغني لما كان منهم من التعدي.
نعم ووصل أوان الحج وجهز الحاج على عادته مع ولده مولانا جمال الدين علي بن أمير المؤمنين حفظه الله وجماعة من الأعيان حتى ظن الناس فيه الظنون وأنه يريد السلامة ولا علم لأحد بما دبره من الرأي النافع.
وكتب الإمام -عليه السلام- صحبة ولده مولانا جمال الدين أطال الله بقاه إلى الشريف الجليل المحسن بن الحسين بن الحسن وإلى الشريف مغامس بن ثقبة صاحب بيشة أيضا ما هذا مثاله بألفاظه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
غاية الشرف التي لا يحوزها إلا المجلون، ونهاية الأمن التي إلى سوحها يتبادر الملبون والمهلون، وسماء المجد التي يتفيء في ظلها المديد الحرم والمحلون، وروضة الفضل التي يخصب بها الممحلون ويرغد فيها نعيما المرملون.
الحضرة التي نشر المجد جناحه على ناديها الرحيب، وألبسها الشرف التالد والطارف ثوب سعده القشيب، فهي للعترة النبوية حرم أمين لإبهاج من أوى إليه وللأمة المحمدية حصن حصين، لا يراع من يعتمد بعد الله سبحانه عليه.
Page 208