ولقد غزا بعض أهل حصبان(1) إلى بعض بلاد الترك أخذه الله لشيء من أعمال القبائل وقتلوا جماعة لم يصل منهم(2) في شأنهم كتاب، ولما كثر ذلك لامه كبراء العجم، وكان مهيبا فأخذ يتحكك ببلاد الإمام -عليه السلام-. وولى الأمير حسين بن المعافا بلاد الظاهر المقاربة لبلاد الإمام -عليه السلام-، وجعل الشيخ أحمد الشامي من غشم العصيرة والشيخ محمد أبا عفراء من بني جبر(3) وكانوا من ندمائه يدسون إلى بلاد الإمام -عليه السلام- وبلغ فسادهم كثيرا منها. وكان حي الفقيه حسن بن علي العلماني(4) من المهاجرين هو وصنوه حي الفقيه الفاضل صلاح بن علي العلماني ووالدهم، وكانا من الصالحين وبيتهم في شهارة المحروسة بالله لاصق ببيت الإمام يعرفون بملازمة الإمام سيما حي الفقيه صلاح، ولما قتل الفقيه صلاح في بني غثيمة من بني صريم وأعمال جهات وادعة اغتاله بعض الأشرار فيها، كان أخوه هذا يتردد إلى علمان من بلاد صنعاء على أموالهم مع الصلح، فحصل بينه وبين بعض أهل بلده شجار وتنازع في حقوق فوشوا به إلى بعض أعوان الباشا وقالوا هذا في صنعاء يقبض الحقوق للإمام وعلى يديه خروج(5) [79/ب] المماليك الذين هربوا إلى الإمام، وأنه الذي أخرج أولاد الحسن من صنعاء وأن له يدا في خروجه، فاتفق رأيهم أن قبض عليه بعضهم نهارا، ولما كان الليل أدخلوه إلى الباشا فأمر بضرب عنقه خارج المدينة وأخفاه.
Page 206