وقال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}[آل عمران:187]، فليكن منكم التناهي من ذلك والتآمر بالمواظبة عليه والتظافر، آتيا من ذلك في كل فن بما تعلمون به ذلك الفرض في الفقه معرفة الأركان الخمسة، وفي المعاملات علم ما لا يحل من الشروط أو يحرم إلا به. ومن علم العربية ما يتمكن معه المعرب من معرفة كتاب الله وسنة رسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وما يتميز له به ومعرفة صواب الكلام من خطئه، وفي أصول الفقه معرفة شروط الأوامر والنوهي وحقائق ألفاظ العموم والخصوص والمجمل والمبين، والفرق بين الحقيقة والمجاز والظاهر، والمأول والناسخ المنسوخ، والإجماع بمعرفة ثمراته والأخبار ولوازمها، من الأفعال والتعزيزات، وفي القياس أركانه وما يصح أن يستدل به وما لا من جميع ذلك معرفة ثمرة القياس، ولتعتمدوا إذا قرأتم في مختصر بما كان رقمه الوالد رحمه الله تعالى حيث قال: المتعلم إذا قرأ في المختصرات أن يستعين بالله ولا يجعل همه إلا في تفكيك ما تعقد من العبارات وتفسير ما أغرب من الكلمات، وطلب ما تسقط من زلة صاحب الكتاب ولا يطالب فيه دليل ولا مانع لمسألة ولا معارض، فإن ذلك أقرب لفهمها وحصول الفائدة ومعرفة مقاصد صاحبها، ومتى فتح الله على المتعلم بعلم كان له النظر والبحث والسؤال والمانع والمعارض والله ولي التوفيق إلى سواء الطريق.
Page 171