155

Jawhara Munira

الجوهرة المنيرة - 1

Genres

فبين صلوات الله عليه أنه من فرائض الأعيان الواجبة على كل إنسان وأن البعد والمشقة في قوله ولو بالصين لا يسقطان ذلك، وأن تاركه هالك متهدد بقوله فليتبوأ مقعده من النار، ولا نزال نسأل عنكم وعما تأتون من ذلك، فلا يجاب إلا بأنكم أضربتم عنه صفحا وطويتم عن سمته وهديه كشحا، ولما خوفنا الله سبحانه أليم عقابه وحذرنا من ذلك في محكم كتابه بما أنزل بسالف الأمم حيث قال: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}[المائدة:78-79].

فإذا ظهرت هذه المناكر وغيرت وظهر الحق على أهل المعاصي لم يضر الفاعل إلا نفسه عنه -صلى الله عليه وآله وسلم-أنه قال: ((إذا فعل المنكر سرا لم يضر إلا صاحبه وإذا فعل جهرا ولم يغير ضر الجميع))(1).

وعنه -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: ((لن يهلك الرعية وإن كانت ظالمة مسيئة إذا كانت الولاة هادية مهدية وإذا أراد الله بأهل بلد سوءا ولى عليهم أشرارهم ومترفيهم فساموهم العذاب فلا يكرم كبيرهم ولا يرحم صغيرهم))(2)[65/ب].

اتبع الهوى واشتغل باللذات والملاهي وشرب الخمور واتخذ القينات والمعازف، وأضاع الصلوات، واتبع الشهوات وقيظ الله وزير السوء فزين عمله وإن ارتكب الفواحش كبراءهم وأشرافهم، واتبعتهم على ذلك عامتهم، ولم يقدر على ذلك خاصتهم وخيارهم ولم يتحول أهل الطاعة منهم من ديارهم فالبلاء والعذاب يطلبهم جميعا قال الله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}[الأنفال:25]، والفتنة العذاب.

Page 167