وأنا الآن بدأت بمحاولة جمع تراجم علماء الحنابلة من المصادر المختلفة بواسطة الحاسب الآلى (الكمبيوتر) وترتيبها على حروف المعجم وذلك من لدن الإِمام أحمد حتى عام ألف من الهجرة (١٠٠٠ هـ) كمرحلة أولى.
وقد رجعت إلى مجموعة من كتب التاريخ والوفيات التَّراجم والرِّجال والمعاجم والأثبات والمشيخات والمجاميع والرَّحلات المخطوطة والمطبوعة وجمعت منها كثيرًا من العلماء الذين تُرجموا أو لم يُتَرجموا فى طبقات المذهب، ولا زال عملى فيه قائمًا أحاول استقصاء أكبرَ عددٍ ممكن من الكُتُبِ، ولا يشتمل هذا المُعجم على معلوماتٍ عن المترجم إلا اسمه كاملًا ومولده ووفاته ومصادر ترجمته فقط.
وفى نطاق هذا الاهتمام قصت بتحقيق بعض النُّصوص المجهولة لدى كثيرٍ من الباحثين التى أفدت منها معلومات جيدة عن حياة مجموعةٍ كبيرةٍ من عُلماء الحنابلة وآثارهم.
وكان من نتاج هذا الاهتمام التَّحقيق والتعليق على كتاب (الجوهر المنضَّد) للإِمام يوسف بن الحسن بن عبد الهادى (ت ٩٠٩ هـ) الذى ينشر لأول مرة ونقدّم له بهذه المقدمة، راجيا من الله تعالى أن ينفع به وأن يرحم مؤلفه وأن يشمل بعفوه ورحمته محققه.
وثنَّيتُ العملَ بتحقيق (المَقصد الأرشد) للإمام برهان الدين إبراهيم بن محمد بن مفلح (ت ٨٨٤ هـ) وهو الآن قَيد الطبع.
وقدمتُ لكتاب ابنِ عبد الهادى الذى بين يدى القارئ بمقدمة تحدثت فيها عن مؤلف الكتاب المحقق يوسف بن الحسن بن عبد الهادى وسيرته وأخباره وآثاره ثم تحدثت عن نشأة المذهب الحنبلي والتأليف فى الرجال عامة، وفى طبقات الفقهاء على وجه الخصوص، وخصصت طبقات الحنابلة بحديث وافٍ.
مقدمة / 6