وغيرها - يجد مجموعات كبيرة من العُلماء والطُّلاب الذين أجازَهم ابن عبد الهادى سواءً بالقراءةِ عليه قراءة فهمٍ وتدبُّرٍ أو بإِجازة عامةٍ أو خاصةٍ على شَرطها عند أهل الفن.
أسرته:
ابن عبد الهادى من أسرةٍ عريقَةٍ ذاتِ جُذُورٍ راسخةٍ بشرفَىْ العِلْم والنَّسب.
فهو يَنتمى إلى المَقادسة (آل قدامة بن مِقدام) فآل عبد الهادى من آل قدامة، وجدُّه الأعلى محمد بن قدامة بن نصر هو أخو الشيخ أحمد بن قُدامة بن نصر، والد الِإمام موفق الدين.
وهؤلاء وأولئك أسرٌ علميةٌ متعددةٌ تولَّوُا القَضَاءَ والتَّدريس والفَتوى وأفادوا الناسَ وحَمَلُوا مشعلَ الحَضَارة فى بلادِ الشَّام وغيرها دهرًا وارتحل إليهم الطلابُ من عامةِ بلادِ الشام والعراق والحجازِ واليمنِ ومصرَ، واشتَهَرُوا بخدمةِ الكتاب والسنةِ، وكثرت تآليفهم الجيدة النافعة.
وتنتمى هذه الأُسرة إلى سيِّدنا أميرِ المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فهم من ولد عبد الله بن عُمر، استقرت هذه الأسرة فى بيت المقدس من فلسطين ثم انتقلت أيام الحُروب الصليبيَّة إلى دمشق، وسكنت الصَّالحية بعد مقاومتهم الصَّليبيين وتهديد الصَّليبيين لهم بالقتل (١) فهاجَرُوا خفيةً فتكاثَرُوا فيها.
إذًا فأسرةُ الشيخ يوسف بن عبد الهادى تَنتمى إلى بيتٍ عريق فى الدّين والعلمِ والصَّلاح والزُّهد والوَرَع، كما تَنْتَمى إلى أرومةٍ عربيةٍ قُرشيةٍ، فهو عُمرىٌّ عَدَوِىٌّ فحصلَ له شرفُ العلمِ وشرفُ النَّسب.
_________
(١) القلائد الجوهرية: ٦٨.
مقدمة / 36