Al-Jawhar al-shaffāf al-multaqaṭ min maghāṣāt al-Kashshāf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Genres
ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون(123) إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين(124)بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين(125) {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} يعنى: في حال قلة وذلة وذلتهم ما كان بهم من ضعف الحال، وقلة السلاح والمال والمركوب، وذلك أنهم خرجوا على النواضح يعتقد النفر منهم على البعير الواحد وما كان معهم إلا فرس واحد وقلتهم أنهم كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، وكان عدوهم في حال كثرة زهاء ألف وبدر إسم ماء بين مكة والمدينة كان لرجل يسمى بدرا فسمي به، {فاتقوا الله} في الثبات مع رسوله {لعلكم تشكرون} بتقواكم ما أنعم عليكم من نصرته {إذ تقول للمؤمنين} يحتمل أن تقول لهم ذلك يوم بدر، أو يوم أحد مع اشتراط الصبر والتقوى عليهم فلما لم يصبروا على الغنائم وخالفوا أمر رسول الله لم تنزل الملائكة لكن وعدوا بنزول الملائكة لتقوي قلوبهم ويثقوا بنصر الله، ولو تموا على ما شرط عليهم لنزلة {ألم يكفيكم أن يمدكم ربكم} معنى ألم يكفيكم إنكار لا يكفيكم الإمداد، أي النصرة {بثلاثة آلاف منم الملائكة منزلين} من السماء بلى إيجاب لما بعد أن يعني بلى يكفيكم إمداد ثم قال إن تصبروا وتتقوا يمددكم بأكثر من ذلك العدد إي: إن تصروا عما نهيتم عنه وتتقوا الله في مخالفة رسوله {ويأتوكم} معنى المشركين {من فورهم} هذا الفور نقيب التراخي وهو من فارت القدر إذا غلت فاستعير للسرعة ثم سميت به الحالة المعجلة، والمعنى أنهم إن يأتوكم من ساعتهم هذه {يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} أي: يعجل نصرتكم بالملائكة في حال إتيانهم إن صبرتم واتقيتم والمسومين يعني معلمين، ومعلمين أنفسهم أو خيلهم.
قال الكلبي: معلمين بعمائم صفراء مرخاة على أكتافهم وعن الضحاك معلمين بالصوف الأبيض في نواصي الدواب وأذنابها.
وعن مجاهد: محزوزة أذناب خيلهم، وعن قتادة: كانوا على جبل على خيل بلق وعن عروة ابن الزبير كانت عمامة الزبير يوم بدر صفراء فنزلت الملائكة كذلك وعنه عليه السلام أنه قال لأصحابه: ((تسوموا فإن الملائكة قد تسومت)) .
Page 337