267

Al-Jawhar al-shaffāf al-multaqaṭ min maghāṣāt al-Kashshāf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون(104)ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم(105)يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون(106)

{ولتكن منكم أمة} أي: جماعة {يدعون إلى الخير} الخير عام في كل فعل مرضي، {ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} المعروف ما أمر الله به رسوله والمنكر ما نهى الله عنه ورسوله ومن للتبعيض في قوله ولتكن منكم أمة، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات، ولأنه لا يصلح له إلا من علم المعروف من المنكر وعلم كيف ترتبت إقامته وكيف يباشر فإن الجاهل ربما نهى عن معروف وأمر بمنكر، وربما عرف الحكيم في مذهبه وجهله، في مذهب صاحبه، فنهاه عن غير منكر وقد يغلظ في موضع اللين ويلين في موضع الغضبة، وينكر على من لا يزيده إنكاره إلا تماديا أو على من الإنكار عليه عبث كالإنكار على المكوس وأغرارهم وقيل من للتبيين بمعنى وكونوا أمة تأمرون {وأولئك هم المفلحون} الأحقاء بالفلاح وهو الظفر بمطلوبهم.

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلمأنه سئل وهو على المنبر من خير الناس؟.قال: ((آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأتقاهم لله وأوصلهم للرحم)) .

وعنه –عليه السلام- ((من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسول الله وخليفة كتابه)) .

وعن علي –عليه السلام: ((أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن شنى الفاسقين وغضب الله له)) .

Page 321