263

Al-Jawhar al-shaffāf al-multaqaṭ min maghāṣāt al-Kashshāf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

وعن عمر رضي الله عنه: لو ظفرت فيه بقاتل الخطاب ما مسسته حتى يخرج منه، وعن أبي ح من لزمه ألقتك الحل يتقاص أورد أوزنى فالتجأ إلى الحرم لم يتعرض له إلا أنه لا يسقى ولا يطعم ولا يبايع حتى يضطر إلى الخروج، ومذهب آبائنا عليهم السلام لا يتعرض له حتى يخرج، وأما إذا هتك إنسان [2{حرمة الحرم فمذهبنا أنه يقتص منه في مكانه إلا أن يلتجئ إلى مكان أشرف منه، نحو أن يدخل المسجد، وقيل: من مات فيه كان آمنا من النار، وفي الحديث من مات في أحد الحرمين بعث يوم القيامة آمنا وفيه الحجون والبقيع تؤخذ بأطرافها، وينثران في الجنة وهما مقبرتا مكة والمدينة وفيه أنه وقف على تنبيه الحجون وليس بها يومئذ مقبرة فقال: ((يبعث الله من هذه البقعة ومن هذا الحرم كله سبعين ألفا وجوههم كالقمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب)) وفيه)) من صبر على حر مكة ساعة من نهار تباعدت منه جهنم مسيرة مائتي عام)) {ولله على الناس حج البيت} أي: لله واجب عليهم وحق في رقابهم حج البيت قصده والحج إليه بالعبادة المخصوصة على الوجوه المخصوصة من استطاع إليه سبيلا، فسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الاستطاعة بالزاد والراحلة وهو مروي عن ابن عباس وابن عمر علم به أكثر العلماء وعن مالك إذا أوثق بقوته لزمه وعن الضحاك إذا قدر أن يؤجر نفسه فهو مستطيع، وقال إن كان لبعضهم ميراث بمكة كان يتركه بل ينطلق إليه ولو حبوا فكذلك يجب عليه الحج، ومذهب آبائنا عليهم السلام أن الإستطاعة لا تكون إلا بمجموع شروط أربعة الزاد والراحلة وصحة البدن وأمان الطريق، الأمر المعتاد وهو ما يمكن دفع الخوف معه بالجبا ولا فرق بين البر والبحر، في الأمن بغالب الظن.

Page 316