Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Genres
ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون(254)الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم(255) {يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم} أراد الإنفاق الواجب الاتصال الوعيد به وقيل: النفقة في الجهاد ومعونة النبي {من قبل أن يأتي يوم} لا تقدرون على تدارك ما فاتكم من الإنفاق، وهو يوم القيامة لأنه {لا بيع فيه} حتى تبتاعوا ما تنفقونه {ولا خلة} أي: صداقة حتى يسامحكم إخلاؤكم به {ولا شفاعة} يعني: وإن أردتم أن يحيط عنكم ما في ذمتكم من الواجب لم تجدوا شفيعا يشفع لكم في حط الواجبات لأن الشفاعة ثم في زيادة الفضل لا غير {والكافرون هم الظالمون} أرادوا النار كون الزكاة هم الظالمون فقال والكافرون للتغليط لأنه جعل ترك الزكاة من صفات الكفار، {الله لا إله إلا هو} أي: لا معبود بحق إلا هو {الحي} هو الباقي الذي لا سبيل عليه للغناء وهو على اصطلاح المتكلمين الذي يصح أن يقدر ويعلم {القيوم} الدائم القيام بتدبير الخلق، وحفظه {لا تأخذه سنة} هي ما يتقدم النوم من الفتور الذي يسمى النعاس والمعنى: لا يأخذه نعاس {ولا نوم} النوم الثقيل وهو تأكيد للقيوم لأن من جاز عليه ذلك استحال أن يكون قيوما، ومنه حديث موسى أنه سأل الملائكة وكان ذلك من قومه كطلب الروية أينام ربنا فأوحى الله إليهم أن يوقظوه ثلاثا ولا يتركوه ينام، ثم قال خذ بيديك قارورتين مملؤتين فأخذهما وألقى الله عليه النعاس، فضرب أحدهما على الأخرى فانكسرتا، أوحى الله إليه قل لهؤلاء وإني أمسك السموات والأرض بقدرتي فلو أخذني نوم أو نعاس، لزالتا {له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده} بيان لملكوته وكبريائه وإن أحدا لا يتمالك أن يتكلم يوم القيامة {إلا بإذنه} أي: إلا إذا أذن له في الكلام،{يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} يعني: ما كان قبلهم وما يكون بعدهم {ولا يحيطون بشئ من علمه} أي: معلوماته، {إلا بما شاء} أي: لا يعلمون إلا بما علم {وسع كرسيه السموات والأرض} والكرسي ما يجلس عليه ولا يفصل عن مقعد القاعد وفي قوله وسع كرسيه أربعة أوجه أحدها:
Page 223