137

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

قال رضي الله عنه: هذا تمثيل لحاله سبحانه في سهولة إجابته لمن دعاه وسرعة إنجاحه حاجة من سأله، يخال من قرب مكانه فإذا دعا أسرعت تلبيته، ومثله ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((هو بينكم وبين أعناق رواحلكم)) {فليستجيبوا لي} أي: فليجيبوني إذا دعوتهم إلى الإيمان والطاعة كما أني أجبتهم إذا دعوني لمهامهم وحوائجهم {وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} أي: ليكنوا على رجاء من إصابة الرشد،{أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} كان الرجل في ابتداء الإسلام إذا أمسى، حل له الأكل والشرب، والجماع إلى أن يصلي العشاء الآخرة، أو يرقد فإذا صلاها أو رقد ولم يفطر حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى القابلة،ثم أن عمر رضي الله عنه واقع أهله بعد صلاة العشاء فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا رسول الله إني أعتذر إلى الله ثم إليك من نفسي هذه الخاطئة، وأخبره بما فعل، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما كنت جديرا بذلك يا عمر فقام رجال فاعترفوا بمثل ذلك فنزلت هذه الآية)) وأحل الله ذلك كله إلى طلوع الفجر، والرفث الجماع، وكنا عنه الرفث الدال على معنى القبح، استهجانا لما وجد منه قبل الإباحة {هن لباس لكم} أي فراش، {وأنتم لباس لهن} أي: إلحافف لهن، عند الجماع.

قال رضي الله عنه : وهذا من المجاز بأن سما المرأءة لباس للرجل والرجل لباس لها، لإنضمام جسد كل واحد منهما إلى صاحبه، حتى يصير كل واحد لصاحبه كالثوب الذي يلبسه، {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم} أي: تخونونها بالجماع في ليالي رمضان وتظلمونها به، وتنقصونها حضها من الخير.

Page 153