Jawhar Shaffaf

Ibn Hadi d. 810 AH
118

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون(154) ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين(155)الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون(156) {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا} نزلت هذه الآية في قتلى بدر من المسلمين، وذلك أنهم كانوا يقولون لمن يقتل في سبيل الله مات فلان وذهب عنه نعيم الدنيا فقال الله لا تقولوا للمقتولين في سبيل الله أموات {بل أحياء} لأن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح في الجنة {ولكن لا تشعرون} أي: لا تعلمون ما هم فيه من النعيم.

وعن الحسن: أن الشهداء أحياء عند الله تقرض أرزاقهم على أزواجهم فيصل إليهم الروح والفرج {ولنبلونكم} أي: ولنعاملنكم معاملة المبتلى لأحوالكم {بشيء من الخوف} يعني خوف العدو {والجوع} يعني القحط {ونقص من الأموال والأنفس والثمرات } النقص في الأموال الزكوات والصدقات وقيل هو الخسران في المال وهلاك المواشي ومن الأنفس الأمراض ومن الثمرات موت الأولاد وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته أقبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول: أقبضتم ثمرة قلبه فيقولون نعم فيقول الله تعالى فماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بينا في الجنة فسموه بيت الحمد وقيل نقص الله في الأموال ما يحدث فيها من الآفات وقلة الربح والبركة والمحن كالغرق في البحر والجراد فمن صبر على هذه الأشياء استحق الثواب، ومن لم يصبر لم يستحق يدل على هذه قوله: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة} فيما ذكر {قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} أي: أموالنا لله ونحن عبيده يصنع بنا ما يشاء ثم وعدهم على هذا القول المغفرة والرحمة فقال: أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يتطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، {أولئك عليهم صلوات من ربهم} أي: مغفرة ورحمة أي ونعمة {وأولئك هم المهتدون} إلى الجنة والثواب والحق والصواب.

Page 128