قلما تعيش الأمم بعد موت معتقداتها. (10) الفن
ظهرت الفنون دائما قبل الفلسفة والعلم؛ لأنها بنت مشاعر الأمم وروحها الديني، وسيادة هذين الأصلين سابقة على سيادة العقل، لذلك صح ازدهار الفنون في أعصر الهمجية.
الفنون ولا سيما الموسيقى لغة المشاعر والروح الديني، والكلام لغة العقل.
يصغر الفني إذا استعمل عقله بدل شعوره.
لما كان الفن ابن المشاعر، تعذر التعبير عنه إلا من جهة أجزائه الإصلاحية.
الفن كالسياسة، زمامه بيد بعض القواد، والجموع من خلفهم.
الجميل ما أعجبنا، والإعجاب لا يصدر عن ذوقنا الخاص بمقدار ما يصدر عن مشاعر بعض ذوي النفوذ الذين تؤثر فينا عدواهم العقلية، فتحملنا على أن نحكم حكمهم.
ليس للتنسيق قواعد ثابتة، لهذا احتقر السلف المباني (الغوطية) ورسوم بعض المصورين قبل أن يعجب بها أهل هذا الزمان.
يحدث في بعض الأحايين جو خاص يسود فيه على الناس ذوق واحد وشعور واحد وإن بلغ استقلال فكر بعضهم ما بلغ.
عدوى الفنون شديدة التأثير إلى حد أنها تلبس صنع بعض الأزمان ثوبا عائليا يستدل منه على زمن ظهورها.
Unknown page