249

Jawahir

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Genres

تختلفون أي في أمرى في قول بعضكم هو ساحر وبعضكم هو شاعر إلى غير ذلك قاله بعض المتأولين وهذا التأويل يحسن في هذا الموضع وأن كان اللفظ يعم جميع أنواع الاختلافات بين الأديان والملل والمذاهب وغير ذلك وخلائف جمع خليفة أي يخلف بعضكم بعضا لأن من أتى خليفة لمن مضى وهذا يتصور في جميع الأمم وسائر أصناف الناس ولكنه يحسن في أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يسمى أهلها بجملتهم خلائف للأمم وليس لهم من يخلفهم إذ هم آخر الأمم وعليهم تقوم الساعة وروي الحسن بن أبي الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال توفون سبعين أمة انتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل ويروى انتم آخرها وأكرمها على الله وقوله ورفع بعضكم فوق بعض درجات لفظ عام في المال والقوة والجاه وجودة النفوس والأذهان وغير ذلك وكل ذلك إنما هو ليختبر الله سبحانه الخلق فيرى المحسن من المسيء ولما أخبر الله عز وجل بهذا ففسح للناس ميدان العمل وحضهم سبحانه على الاستباق إلى الخيرات توعد ووعد تخويفا منه وترجية فقال ان ربك سريع العقاب إما بأخذاته في الدنيا وإما بعقاب الآخرة وحسن أن يوصف عقاب الآخرة بسريع لما كان متحققا مضمون الاتيان والوقوع وكل آت قريب وأنه لغفور رحيم ترجية لمن أذنب وأراد التوبة وهذا في كتاب الله كثير وهو اقتران الوعيد بالوعد لطفا من الله سبحانه بعباده اللهم أجعلنا ممن شملته رحمتك وغفرانك بجودك وإحسانك ومن كلام الشيخ الولي العارف أبي الحسن الشاذلي رحمه الله قال من أراد أن لا يضره ذنب فليقل رب أعوذ بك من عذابك يوم تبعث عبادك وأعوذ بك من عاجل العذاب ومن سوء الحساب فإنك لسريع الحساب وإنك لغفور رحيم رب إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فاغفر لي وتب علي لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين انتهى نسأل الله أن ينفع به ناظره وأن يجعله لنا ذخرا ونورا يسعى بين أيدينا يوم لقائه والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما

انتهى هذا الجزء الأول مصححا بالمقابلة على خط مؤلفه شكر الله سعيه وقدس سره

Page 574