al-Gawahir al-hisan fi tafsir al-Qurʾan
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
[الكهف:62].
* ت *: وأيضا في الأثر أن موسى لم يصبه، أو لم يشك ما شكاه من النصب؛ حتى جاوز الموضع الذي وعد فيه لقاء الخضر عليهما السلام.
قال: * ع *: وكل المفسرين على أن الأربعين كلها ميعاد.
وقوله تعالى: { ثم اتخذتم العجل } أي: إلها، والضمير في { بعده } يعود على موسى، وقيل: على انطلاقه للتكليم؛ إذ المواعدة تقتضيه، وقصص هذه الآية أن موسى عليه السلام، لما خرج ببني إسرائيل من مصر، قال لهم: إن الله تعالى سينجيكم من آل فرعون، وينفلكم حليهم، ويروى أن استعارتهم للحلي كانت بغير إذن موسى عليه السلام وهو الأشبه به، ويؤيده ما في سورة طه في قولهم لموسى:
ولكنا حملنا أوزارا
[طه:87] فظاهره أنهم أخبروه بما لم يتقدم له به شعور، ثم قال لهم موسى: إنه سينزل الله علي كتابا فيه التحليل والتحريم والهدى لكم، فلما جازوا البحر، طلبوا موسى بما قال لهم من أمر الكتاب، فخرج لميعاد ربه وحده، وقد أعلمهم بالأربعين ليلة، فعدوا عشرين يوما بعشرين ليلة، وقالوا: هذه أربعون من الدهر، وقد أخلفنا الموعد، وبدا تعنتهم وخلافهم، وكان السامري رجلا من بني إسرائيل يسمى موسى بن ظفر، ويقال: إنه ابن خال موسى، وقيل: لم يكن من بني إسرائيل، بل كان غريبا فيهم، والأول أصح، وكان قد عرف جبريل عليه السلام وقت عبورهم، قالت طائفة: أنكر هيئته، فعرف أنه ملك، وقالت طائفة: كانت أم السامري ولدته عام الذبح، فجعلته في غار وأطبقت عليه، فكان جبريل عليه السلام يغذوه بأصبع نفسه، فيجد في أصبع لبنا وفي أصبع عسلا، وفي أصبع سمنا، فلما رآه وقت جواز البحر، عرفه، فأخذ من تحت حافر فرسه قبضة تراب، وألقى في روعه؛ أنه لن يلقيها على شيء، ويقول له: كن كذا إلا كان، فلما خرج موسى لميعاده، قال هارون لبني إسرائيل: إن ذلك الحلي والمتاع الذي استعرتم من القبط لا يحل لكم، فجيئوا به؛ حتى تأكله النار التي كانت العادة أن تنزل على القرابين.
وقيل: بل أوقد لهم نارا، وأمرهم بطرح جميع ذلك فيها، فجعلوا يطرحون.
وقيل: بل أمرهم أن يضعوه في حفرة دون نار حتى يجيء موسى، وروي، وهو الأصح الأكثر؛ أنه ألقى الناس الحلي في حفرة، أو نحوها، وجاء السامري، فطرح القبضة، وقال: كن عجلا.
وقيل: إن السامري كان في أصله من قوم يعبدون البقر، وكان يعجبه ذلك.
وقيل: بل كانت بنو إسرائيل قد مرت مع موسى على قوم يعبدون البقر.
Unknown page