al-Gawahir al-hisan fi tafsir al-Qurʾan
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا
[الصافات:158] وقال الأعشى في ذكر سليمان عليه السلام: [الطويل]
وسخر من جن الملائك تسعة
قياما لديه يعملون بلا أجر
أو على أن يكون نسبه إلى الجنة؛ كما ينسب إلى البصرة بصري.
قال عياض: ومما يذكرونه قصة إبليس، وأنه كان من الملائكة، ورئيسا فيهم، ومن خزان الجنة إلى ما حكوه، وهذا لم يتفق عليه، بل الأكثر ينفون ذلك، وأنه أبو الجن. انتهى من «الشفا».
وإبليس: لا ينصرف؛ لأنه اسم أعجمي؛ قال الزجاج: ووزنه فعليل، وقال ابن عباس وغيره: هو مشتق من أبلس، إذا أبعد عن الخير، ووزنه على هذا إفعيل، ولم تصرفه هذه الفرقة؛ لشذوذه وقلته، ومنه قوله تعالى:
فإذا هم مبلسون
[الأنعام:44] أي: يائسون من الخير، مبعدون منه فيما يرون، و { أبى }: معناه: امتنع من فعل ما أمر به، { واستكبر }: دخل في الكبرياء، والإباءة مقدمة على الاستكبار في ظهورهما عليه، والاستكبار والأنفة مقدمة في معتقده، وروى ابن القاسم عن مالك؛ أنه قال: بلغني أن أول معصية كانت الحسد، والكبر، والشح، حسد إبليس آدم، وتكبر، وشح آدم في أكله من شجرة قد نهي عن قربها.
* ت *: إطلاق الشح على آدم فيه ما لا يخفى عليك، والواجب اعتقاد تنزيه الأنبياء عن كل ما يحط من رتبتهم، وقد قال الله تعالى في حق آدم:
Unknown page