229

al-Gawahir al-hisan fi tafsir al-Qurʾan

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Genres

و { آمن } معناه: صدق، والرسول: محمد صلى الله عليه وسلم، و { مآ أنزل إليه }: القرآن، وسائر ما أوحى الله إليه من جملة ذلك، وكل لفظة تصلح للإحاطة، وهي كذلك هنا، والإيمان بالله: هو التصديق به، أي: بوجوده وصفاته، ورفض كل معبود سواه، والإيمان بملائكته: هو اعتقادهم أنهم عباد لله مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، والإيمان بكتبه: هو التصديق بكل ما أنزل سبحانه على أنبيائه.

وقرأ الجمهور: { لا نفرق }؛ بالنون. والمعنى: يقولون: لا نفرق.

ومعنى هذه الآية: أن المؤمنين ليسوا كاليهود والنصارى؛ في أنهم يؤمنون ببعض، ويكفرون ببعض.

وقوله تعالى: { وقالوا سمعنا وأطعنا }: مدح يقتضي الحض على هذه المقالة، وأن يكون المؤمن يمتثلها غابر الدهر، والطاعة: قبول الأوامر، و { غفرانك }: مصدر، والعامل فيه فعل، تقديره: نطلب أو نسأل غفرانك.

* ت *: وزاد أبو حيان، قال: وجوز بعضهم الرفع فيه، على أن يكون مبتدأ، أي: غفرانك بغيتنا. اه.

{ وإليك المصير }: إقرار بالبعث، والوقوف بين يديه سبحانه، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما أنزلت عليه هذه الآية، قال له جبريل: يا محمد، إن الله قد أجل الثناء عليك، وعلى أمتك، فسل تعطه، فسأل إلى آخر السورة.

[2.286]

وقوله تعالى: { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها... } الآية: خبر جزم نص على أنه لا يكلف الله العباد من وقت نزول الآية عبادة من أعمال القلب والجوارح إلا وهي في وسع المكلف، وفي مقتضى إدراكه وبنيته، وبهذا انكشفت الكربة عن المسلمين في تأولهم أمر الخواطر، وهذا المعنى الذي ذكرناه في هذه الآية يجري مع معنى قوله تعالى:

يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر

[البقرة:185] وقوله تعالى:

Unknown page