al-Gawahir al-hisan fi tafsir al-Qurʾan
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
واختلف، ما الذي نفى الله عنهم أن يشعروا له؟ فقالت طائفة: وما يشعرون أن ضرر تلك المخادعة راجع عليهم؛ لخلودهم في النار، وقال آخرون: وما يشعرون أن الله يكشف لك سرهم ومخادعتهم في قولهم: { ءامنا }.
قوله تعالى: { في قلوبهم مرض } ، أي: في عقائدهم فساد، وهم المنافقون، وذلك إما أن يكون شكا، وإما جحدا بسبب حسدهم مع علمهم بصحة ما يجحدون، وقال قوم: المرض غمهم بظهوره صلى الله عليه وسلم، { فزادهم الله مرضا } ، قيل: هو دعاء عليهم، وقيل: هو خبر أن الله قد فعل بهم ذلك، وهذه الزيادة هي بما ينزل من الوحي، ويظهر من البراهين.
* ت *: لما تكلم. * ع *: على تفسير قوله تعالى:
عليهم دائرة السوء
[الفتح:6]. قال: كل ما كان بلفظ دعاء من جهة الله عز وجل، فإنما هو بمعنى إيجاب الشيء؛ لأن الله تعالى لا يدعو على مخلوقاته، وهي في قبضته، ومن هذا:
ويل لكل همزة
[الهمزة:1]،
ويل للمطففين
[المطففين:1]، وهي كلها أحكام تامة تضمنها خبره تعالى: { ولهم عذاب أليم } ، أي: مؤلم، { وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض } أي: بالكفر وموالاة الكفرة؛ ولقول المنافقين: { إنما نحن مصلحون } ثلاث تأويلات:
أحدها: جحد أنهم يفسدون، وهذا استمرار منهم على النفاق.
Unknown page