al-Gawahir al-hisan fi tafsir al-Qurʾan
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
و { وتصريف الريح }: إرسالها عقيما، وملقحة وصرا ونصرا وهلاكا وجنوبا وشمالا وغير ذلك، والرياح: جمع ريح، وجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة، مفردة مع العذاب، إلا في «يونس» في قوله سبحانه:
وجرين بهم بريح طيبة
[يونس:22] وهذا، أغلب وقوعها في الكلام، وفي الحديث:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت ريح ، يقول: اللهم، اجعلها رياحا، ولا تجعلها ريحا "
، وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء، كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة تجيء من ههنا وههنا متقطعة، فلذلك يقال هي رياح، وهو معنى نشر، وأفردت مع الفلك؛ لأن ريح إجراء السفن، إنما هي واحدة متصلة، ثم وصفت بالطيب، فزال الاشتراك بينها وبين ريح العذاب، وهي لفظة من ذوات الواو، يقال: ريح، وأرواح، ولا يقال: «أرياح»، وإنما يقال: رياح من جهة الكسرة، وطلب تناسب الياء معها، وقد لحن في هذه اللفظة عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، فاستعمل «الأرياح» في شعره، ولحن في ذلك، وقال له أبو حاتم: إن الأرياح لا يجوز، فقال: أما تسمع قولهم: رياح، فقال أبو حاتم: هذا خلاف ذلك، فقال: صدقت، ورجع. { والسحاب }: جمع سحابة، سمي بذلك؛ لأنه ينسحب، وتسخيره بعثه من مكان إلى آخر، فهذه آيات.
[2.165-167]
وقوله تعالى: { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا... } الآية: الند: النظير، والمقاوم، قال مجاهد، وقتادة: المراد بالأنداد: الأوثان { كحب الله } ، أي: كحبكم لله، أو كحبهم حسبما قدر كل وجه منها فرقة، ومعنى: كحبهم، أي: يسوون بين محبة الله، ومحبة الأوثان، ثم أخبر أن المؤمنين أشد حبا لله، لإخلاصهم، وتيقنهم الحق.
وقوله تعالى: { ولو يرى الذين ظلموا } ، أي: ولو ترى، يا محمد، الذين ظلموا في حال رؤيتهم العذاب، وفزعهم منه، واستعظامهم له، لأقروا أن القوة لله، أو لعلمت أن القوة لله جميعا، فجواب «لو»: مضمر؛ على التقديرين، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم علم ذلك، ولكن خوطب، والمراد أمته.
وقرأ حمزة وغيره بالياء، أي: ولو يرى في الدنيا الذين ظلموا حالهم في الآخرة، إذ يرون العذاب، لعلموا أن القوة لله.
و { الذين اتبعوا } بفتح التاء والباء: هم العبدة لغير الله الضالون المقلدون لرؤسائهم، أو للشياطين، وتبريهم هو بأن قالوا إنا لم نضل هؤلاء، بل كفروا بإرادتهم.
Unknown page