Jawahir Balagha
جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع
Publisher
المكتبة العصرية
Publisher Location
بيروت
Genres
(١) كتب معاوية إلى أحد عماله: فقال: لا ينبغي لنا أن نسوس الناس سياسية واحدة، لا نلين جميعا، فيمرح الناس في المعصية ولا نشتد جميعًا، فنحمل الناس على المهالك، ولكن تكون أنت للشدة والغلظة، واكون أنا للرأفة والرحمة. وكتب أبو العباس السفاح فقال لأعملن اللين حتى لا ينفع إلا الشدة ولأكرمن الخاصة ما امنتهم على العامة، ولأغمدن سيفي حتى يسله الحق، ولأعطين حتى لا أرى للعطية موضعًا. (٢) عرفت هواها قبل أن اعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا (٣) المراد بالتأكيد في هذا الباب تأكيد الحكم، لا تأكيد المسند إليه ولا تأكيد المسند. واعلم أن الخطاب بالجملة الاسمية وحدها: آكد من الخطاب بالجملة الفعلية - فاذا أريد مجرد الأخبار أتى بالفعلية - وأما أن أريد التأكيد فبالاسمية وحدها - أو بها مع إن أو بهما وباللام، أو بالثلاثة واقسم، واعلم أن لام الابتداء هي الداخلة على المبتدأ، أو اللاحقة لخبر - كما أن السين وسوف لا تفيدان التوكيد إلا إذا كانت للوعد أو الوعيد.
1 / 57