103

Jawahir Balagha

جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع

Publisher

المكتبة العصرية

Publisher Location

بيروت

Genres

المبحث الحادي عشر في تنكير المسند إليه يؤتى بالمسند إليه نكرة: لعدم علم المتكلم بجهة من جهات التعريف حقيقةً - أو ادعاءً، كقولك - جاء هنا رجل يسأل عنك، إذا لم تَعرف ما يعينه من علم أو صلة او نحوهما، وقد يكون لأغراض أخرى. (١) كالتَّكثير (١) نحو: وإن يكذبوك فقد كذبت رسلٌ من قبلك (أي رسلٌ كثيرة) (٢) والتقليل - نحو: لو كان لنا من الأمر شيء، ونحو: ورضوان من الله أكبر. (٣) والتّعظيم والتَّحقير - كقول ابن أبي السمط له حاجبٌ عن كل أمرٍ يشينهُ وليس له عن طالب العرف حاجب أي له مانع عظيم، وكثيرٌ عن كل عيب - وليس له مانع قليل - أو حقير عن طالب الإحسان (٢) فيحتمل التّعظيم والتّكثير والتّقليل والتَّحقير. (٤) وإخفاء الأمر - نحو: قال رجل إنك انحرفت عن الصَّواب تخفى اسمه، حتى لا يلحقه أذىً

(١) اعلم أن الفرق بين التعظيم والتكثير: أن التعظيم بحسب رفعة الشأن وعلو الطبقة - وان التكثير باعتبار الكميات والمقادير - تحقيقا كما في قولك إن له لإبلًا، وإن له لغنما - أو تقديرًا نحو: ورضوان من الله أكبر - أي قليل من الرضوان أكبر من كل شيء - ويلاحظ ذلك الفرق في التحقير والتقليل أيضا. (٢) ومنه قوله: ولله عندي جانب لا أضيعه وللهو عندي والخلاعة جانب ويحتمل التكثير والتقليل قوله تعالى (إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن)

1 / 121