ويستأنس له بحديث أهل قباء ففى الإيضاح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بينما الناس في قباء في صلاة الصبح إذ أتاهم آت فقال لهم أن النبى عليه السلام نزل عليه قرآن فأمر أن يستقبل الكعبة وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة وهم في الصلاة، ووجه ذلك أنهم لم يستأنفوا الصلاة بل بنوا عليها حين كانوا على قبلة فيما عندهم وهى قد نسخت، فيؤخذ منه جواز البناء على الصلاة التى دخلها بالثوب الذي فيه دم كما صنع ابن عمر، وذلك أن كل واحد من الاستقبال وطهارة الثوب شرط لصحة الصلاة فلما ثبت البناء في مسألة القبلة لزم أن يكون مثله في مسألة الطهارة .
وجاء في كتب قومنا عن أبى سعيد عن النبى " أنه صلى فخلع نعليه فخلع الناس نعالهم فلما انصرف قال لهم : لم خلعتم ؟ قالوا رأيناك خلعت فخلعنا فقال : " إن جبريل أتانى فأخبرنى أن بهما خبثا فإذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعليه ولينظر فيهما فإن رأى خبثا فليمسحه بالأرض ثم ليصل فيهما " رواه أحمد وأبو داود فإن صح هذا فهو نص في مسألتك لكن لا يتأتى هذا في مسألة الوضوء التى نص عليها أبو سعيد رضى الله عنه لأنه يحتاج إلى معالجة الوضوء وطلب الماء وربما أفضى به الحال إلى استدبار القبلة والله أعلم .
ترك القعود للتحيات
السؤال :
من يصلى الظهر أو غيرها من الرباعيات فلما قضى الركعتين الأوليين قام إلى الأخيرتين من غير تشهد بينهما ناسيا فلم يشعر إلا بعد تمام التحيات قبل التسليم أيجزئه سجود السهو أم كيف يصنع ؟ أرأيت إن انتبه بعد خروجه من الركعة الثالثة ما تأمره يفعل ؟
Page 289