والفرقان قيل لأنه مفترقة آياته، وذلك زيادة فضل له على غيره من الكتب السماوية (¬1) ولمن أنزل عليه (¬2) ولمن نزل إليهم بدليل قوله تعالى: { وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا } [الإسراء:106]، وكل كتاب غيره (¬3) أنزل جملة وهو نزل منجما (¬4) ، أو لأنه فرق بين الحق والباطل، ولو اتصف بهذه الصفة غيره من الكتب المنزلة (¬5) فهي فيه أبلغ وفي المنزل عليه أكمل وأسبغ، وسمي قرءانا لأنه مقرو أي متبوع متلو (¬6) ، وكل كتاب أنزل من السماء يسمى بتلك التسمية ولكنه إذا ورد مطلقا فهو علم عليه، وإن أريد غيره قيد كالكتاب عند النحاة إذا أطلق (¬7) فهو علم على كتاب سيبويه وإن أريد غيره قيد (¬8) وكالبيت (¬9) والمدينة (¬10) وغير ذلك.
معرفة الأنبياء والرسل عليهم السلام:
¬__________
(¬1) - سقط قوله: «على غيره من الكتب السماوية» من ب.
(¬2) - في الأصل «به» والتصحيح من ب وج.
(¬3) - سقط «غيره» من ب.
(¬4) - في الأصل «منجلا» والكلمة غير واضحة في ج والتصحيح من ب.
(¬5) - في ب «المنزولة».
(¬6) - كلا المعنيين ثابتان في قواميس اللغة.
(¬7) - سقط من ب قوله: «إذا أطلق».
(¬8) - الاسم للتمييز والوصف للتقدير وبينهما تداخل، ولعل شيخنا قد حصر تسميات المصحف في ثلاث: الفرقان والقرآن والكتاب وعد ما سواها من قبيل الصفات، ونقل السيوطي في الإتقان عن شيدلة أن الله سمى القرآن بخمسة وخمسين اسما ومنها: المبين والكريم، وكلام الله، والنور، والهدى، والرحمة،...الخ.
انظر السيوطي، الإتقان في علوم القرآن:ج01، ص67.
(¬9) - البيت- على الإطلاق- الكعبة المشرفة.
(¬10) - المدينة- على الإطلاق- يثرب.
Page 42