- والصبا: هي التي تصب على باب الكعبة، تأتي من مطلع الشمس وفيها لين وندى (¬1) ولها نسيم وروح وتشويق إلى الأوطان والأحباب وجلاء الهم كما قال الشاعر:
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد لقد زادني مسراك وجدا على وجد (¬2)
قال آخر (¬3) :
أيا جبلي نعمان بالله خليا ... نسيم الصبا يخلص إلي نسيمها
أجد بردها أو تشف مني صبابة ... على كبد لم يبق إلا صميمها
فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت ... على نفس مهموم تجلت همومها
- والدبور: وهي التي تقابلها من دبر الكعبة، وفيها خشونة وشدة وهي تمحو السحاب، وتثير العجاج، وقد أكثر الشعراء ذكرها في أشعارهم كقول امرئ القيس: من جنوب وشمئل (¬4) ، والأعشى في قوله:
من صبا وشمال (¬5) .
- والأربع التي بين هذه تسمى النكباء (¬6) من النكب وهو الميل إلا أنها إذا هبت بين الجنوب والصبا فهي الجربياء (¬7) .
¬__________
(¬1) - في الأصل وب «ندا» وفي ج «نداء».
(¬2) - البيت لابن الدمينه.
(¬3) - هو مجنون ليلى قيس بن الملوح وتمام الأبيات:
ألا إن أهوائي بليلى قديمة وأقتل أهواء الرجال قديمها
ويبدو أن شيخنا-رحمه الله-قد أخذته الأريحية هنا وهزته من الأعماق واستبدت به الأشواق إلى وطنه جربه فلم يجد إلا الشعر متنفسا يبث إليه لواعج الإلف والذكريات، وما عند الله خير وأبقى.
(¬4) - في ب «وشمال» والبيت كامل:
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل
(¬5) - والبيت كامل:
دمنة قفرة تعاورها الصي ف بريحين من صبا وشمال
(¬6) - في الأصل وج «النكبا» والتصحيح من ب.
(¬7) - في الأصل وج «الجربا» والتصحيح من ب.
Page 33