وربآئبكم التي في حجوركم } [النساء:23] مع أن التحريم موجود سواء كن في حجورهم أم لا [ولا يليق بكتابنا هذا التطويل] (¬1) .
ث) تنبيه الخطاب: وتنبيه الخطاب ما يستدل به على ما دون المذكور عكس الفحوى، لأن الفحوى التنبيه بالأدنى على الأعلى وهذا بالأعلى على الأدنى، كقوله تعالى: { ومن اهل الكتاب من ان تامنه بقنطار يوده إليك } [آل عمران:75] فالدينار والدرهم أحرى.
ج) اقتضاء الخطاب: واقتضاء الخطاب هو الذي يكنيه المتمرنون اللغز، كقولي في القصيدة المبعوثة إليكم:
فهذا خطاب هو مالك إنما ... أردت به زيدا فكن لي مجاوبا
لأن خطابي لك بالشعر كله ... كما حيك لفظي في سؤالي مناسبا
ويسبق إلى ذهن البليد أن:«إنما»كافة مكفوفة، و:«زيدا» اسم رجل وهو متناقض بقولي عقيبه:«لأن خطابي لك» ولكن إن جعلت زيدا مصدرا من قولك: زاد الشيء زيدا وزيادة يظهر لك، وقولي: «إنما أردت به زيدا» أعني أن لفظ «ما» (¬2) المتقدمة أردت به الزيادة (¬3) ،
فأسبكه نصا يستقيم الكلام، وقولي بعد (¬4) «بالشعركله» يتعلق ب : «مجاوبا» قبله، وهذا في مثله قول الشاعر:
نقرت الباب حتى كل متني فلم تنطق ولم تردد جوابي (¬5)
وقول الشاعر:
رأيت جارية في بطن جارية رأيتها مسكت (¬6) في يدها جملا (¬7)
هو اقتضاء الخطاب
¬__________
(¬1) - سقط ما بين المعقوفين من ب.
(¬2) - قوله: «أن لفظ ما» في الأصل وب أما في ج فهو «بعد إنما».
(¬3) - كان من الأحسن أن يقول: «إن ما» لا «إنما».
(¬4) - سقط من ب «بعد».
(¬5) - أما أنا فأحفظه هكذا: طرقت الباب حتى كل متني فلما كل متني كلمتني.
(¬6) - في ب «أمسكت».
(¬7) - لعل اللغز هنا في كلمتي الجارية والجمل، فالجارية الأولى هي الفتاة والجارية الثانية هي السفينة كما قال تعالى: { وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام } [الرحمن:24]، والجمل أي جمل الماء وهو طائر البجع والله أعلم.
Page 26