والحقيقة على ضربين: مجمل، ومفصل، فالمجمل: ما لا يفهم المراد به من لفظه، ويفتقر في بيانه إلى غيره كقوله تعالى: { وءاتوا حقه يوم حصاده } [الأنعام:141] وينقسم المفصل قسمين: محتمل وغير محتمل، والآخر: هو النص، وهو: ما وقع في البيان إلى أقصى غايته كقوله تعالى: { وإلهكم و إله واحد } (¬1) [البقرة:263]، وقوله: { محمد رسول الله } [الفتح:29].
والمحتمل ينقسم قسمين: ظاهر، وباطن، فالظاهر:ما سبق إلى النفس معناه، كقوله تعالى: { كلوا واشربوا } (¬2) ، والباطن: ما لا يسبق إلى النفس معناه كقوله تعالى: { وجآء ربك والملك صفا صفا } [الفجر:24] وقوله: { إلى ربها ناظرة } [القيامة:22].
والظاهر ينقسم قسمين: عام وخاص.
والعام:ما عم شيئين فصاعدا، ويكون عام الأفراد كقوله تعالى: { والله بكل شيء عليم } [البقرة:282]، وعام الأبعاض كقوله (¬3) : { ثم أتموا الصيام إلى الليل } [البقرة:186]، وعاما متناهيا كقوله: { إلى الليل } [البقرة:186]، وغير متناه كقوله: { لن تراني } [الأعراف:143]. والكلام فيهما أعني الحقيقة والمجاز يطول.
وينقسمان إلى:خبر: وهو ما يحتمل الصدق والكذب. وإنشاء: وهو مالا يحتملهما، وفيهما تقاسيم (¬4) أخر (¬5) من وجوه أخر لا نقول بها (¬6) .
¬__________
(¬1) - في ب استدل بالآية: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } [البقرة:255].
(¬2) - الأعراف:31 { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا } .
(¬3) - سقط من الأصل «كقوله» والإضافة من ب وج.
(¬4) - في الأصل «تقاسم» والمثبت من ب وج.
(¬5) - سقط من ب «أخر».
(¬6) - سقط من ب «لا نقول بها».
Page 20