249

Jawab Mukhtar

مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)

وأما ما روي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم))، إن صح فلايدل على تصويب المجتهدين مع الاختلاف من حيث أن اللفظ لا يدل على ذلك لا بالمنطوق ولا بالمفهوم لاسيما مع ما كثر من أخبار النفاق، والإجلاء عن الحوض حتى لا يبقى من أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم كما زعموا إلا مثل همل النعم كما تقدم بيانه، ومعنى الاتفاق على صحة قوله صلى الله عليه وآله: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا)) الخبر ونحوه. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها)) الخبر ونحوه مما يدل على أنه يجب على جميع الصحابة اتباعه، وذلك يسلتزم عدم الاقتداء بهم مما يخالف أهل البيت " عامة وعليا عليه السلام خاصة، على أن هذا الخبر ضعيف أحادي لا يعتد به في مسائل الأصول، فكيف يصح أن يعتمد عليه ويعارض به القواطع؟

وأما إيراد خبر أبي بكر فسامج؛ لأنه إنما قال ذلك بعد قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المجلس: ((من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه)) فلم يكن قول أبي بكر صادرا عن اجتهاد، وإنما قاله عن دليل قطعي وهو ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك لا يسمى اجتهادا بالإجماع، وإن سلم فغايته أن أبا بكر أصاب في ذلك الحكم وحده فلا يلزم إصابته وإصابة سائر المجتهدين في سائر الأحكام، وإلا لزم أن يقال: إن ابن عمر أخطأ في طلاق امرأته في حال الحيض، فلزم أن يكون كل مجتهد مخطئا إذ لافرق، وذلك فتح لباب الجهالات.

Page 277