Jawab Mukhtar
مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)
Genres
[دليل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقر على الخطأ]
فإن قيل: قد ذكرت أنه صلى الله عليه وآله وسلم لايقر على الخطأ فما الدليل على ذلك؟
قلت وبالله التوفيق: إن كل من أمرنا الله باتباعه كالرسل صلوات الله عليهم والوصي والعترة لا يجوز أن يقروا على الخطأ لاستلزامه الأمر بالباطل، وما لا يرتضيه الله في علمه مع قدرته على إزالة ذلك، وذلك من صفات المناقص التي لاتجوز على الله سبحانه، لاسيما وقد قال: {اليوم أكملت لكم دينكم}[المائدة:3]، بعد أمره باتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما ذلك معلوم من الدين ضرورة.
وقوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه}[الحشر:7]، وقد أمرنا صلى الله عليه وآله وسلم أن نتبع الوصي والعترة" كما رواه الصديق والعدو من فرق الأمة مما يطول ويكثر.
فإن قيل: فبأي شيء يتداركهم الله سبحانه؟
قلت وبالله التوفيق: أما الأنبياء صلوات الله عليهم فبالوحي، أو التوفيق والألطاف، وأما غيرهم فبالألطاف والتوفيق فقط لانقطاع الوحي.
وأما قوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين}[الحشر:5]، فلا تدل على تصويب المجتهدين مع الاختلاف البته؛ لأن معناها الإباحة فقط حيث ساوى الله تعالى بين القطع والترك.
Page 275