Jawab Mukhtar
مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)
Genres
قلت وبالله التوفيق: ذلك نبأ منه عليه السلام على عدم جواز تعبد الأنبياء صلوات الله عليهم بالاجتهاد عقلا كما هو مذهبه ومذهب أبي علي، وأبي هاشم، وأبي عبد الله البصري، وهو باطل؛ لأنه لا مانع عقلا وقع ووقع فيه الخطأ لكن لم يقر عليه وذلك في إذنه صلى الله عليه وآله وسلم للمنافقين بدليل قوله تعالى: {عفا الله عنك لم أذنت لهم...}[التوبة:43] الآية، وفي عبوسه صلى الله عليه وآله وسلم وتوليه عن الأعمى وتصديه لمن استغنى ليتألفه بذلك، فعاتبه الله تعالى بقوله: {عبس وتولى، أن جاءه الأعمى...} إلى قوله تعالى: {أما من استغنى، فأنت له تصدى}[عبس:1-6]، وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم في رأي أصحابه في أخذ الفداء من أسارى بدر أوغيره حتى كانوا سببا لنزول قوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}[الأنفال:67-68] ومن بحث في قصص الأنبياء " وأخبارهم وجد خطاياهم أو أكثرها من هذا القبيل، فقوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى...}[النجم:3] الآية، لايدفع ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعل ذلك اتباعا للهوى؛ ولأنه خاص بتبليغ الوحي بدليل قوله تعالى: {إن هو إلا وحي يوحى}[النجم:4]، وليس في تبليغ الوحي اجتهاد.
Page 274