ومعنى قوله: {فوقهم} فهو: منهم، غير أن (فوق) قامت مقام (من)؛ لأنها من حروف الصفات، فهما يعتقبان. أراد سبحانه: {ويحمل عرش ربك} منهم ثمانية، ومعنى {منهم} فهو: من الملائكة. فأخبر أن الثمانية هم القائمون بأمر الله في ذلك اليوم ونهيه، وجميع ما يكون من فعله في خلقه، دون غيرهم من الملائكة المقربين.
وقد شرحنا تفسير هذه الآية في كتاب على حدة شرحا مبينا مفسرا، مستغنيا(1) بما مضى في الكتاب عن تكراره، في هذا الموضع(2)، من شرح ذلك كفاية لمن فهم، واهتدى لمعرفة ربه فعلم.
[الصلح مع نصارى تغلب]
وسالت عما ذكر أن النبي(3) صلى الله عليه وآله وسلم صالح أهل الكتاب على أن يكون أولادهم مسلمين، لا يعلمونهم اليهودية ولا النصرانية، وقلت: قد نقضوا العهد، فهل للإمام أن يبدأهم؟ وقلت: إنه يقال: إنهم الذين عناهم الله بقوله: {قاتلوا الذين يلونكم من الكفار}[التوبة: 123] دون غيرهم.
واعلم هداك الله أن اليهود ليسوا في شيء من هذا، وإنما أولئك الذين صالحهم رسول الله صلى الله عليه على أن لا يصبغوا(4) أولادهم، ولا يدخلوهم في شيء من أديانهم؛ هم نصارى (بني تغلب) دون غيرهم من النصارى.
Page 753