فكيف يقول هذا ويكرره مرارا؟ ومن قدوتة في وصف الله تعالى بهذا التعبير الخطير؟ !
فمن الذي يعصم الله تعالى؟ ومم يعصم سبحانه وما الذي كان يمكن أن
يقع منه سبحانه حتى عصم منه؟ ثم مقتضى قوله هذا أيضا حصر العصمة بالله
وحده حصرا، ونفي العصمة جزما عن الأنبياء والرسل الكرام، ومنهم النبي! محمد
عليهم الصلاة والسلام، فهل هوقاصد قائل بذلك؟ ! أم لا يدري مدلول الألفاظ
حتى في أشد المباحث خطورة! ولو وقع هذا التعبير أو ذاك من أحد مخالفيه، لكان
حكمه عليه بما يشبه التكفير أو ما يدانيه، نسال الله العافية.
وبذكرنا أيضا بقول الألباني - وهو محدث -: (بان كيس الكاوتشوك يمنع
الحمل منعا باتا)، علق ذلك على قول الرسول الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى الله عيه وسلم:
"ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها"، وقوله ﵊: "ما من نسمة
كائنة إلى يوم القيامة إلا هي كائنة". وهذه عبارته في كتابه "اداب الزفاف في السنة
المطهرة" ص ٥٥ -٥٧.
قال الألباني: في حديث أبي سعيد الخدري قال: ذكر العزل عند
رسول الله ﷺ، فقال: ولم يفعل ذلك أحدكم؟ اولم يقل: فلا يفعل ذلك أحدكم،
فانه ليست نفسن مخلوقة إلا الله خالقها.
وفي رواية: لانكم لتفعلون؟ وإنكم لتفعلون؟ وإنكم لتفعلون؟ (ثلاثا)،
- ووقع في كتاب "اداب الزفاف " تكرار الجملة مرتين فقط! - ما من نسمة كائنة إلى يوم
القيامة إلا هي كائنة.
رواه مسلم (٤ /٥٨ ١، ٥٩ ١) بالروايتين، والنسائي في "العشرة" (٨٢/ ١)،
وابن منده في " التوحيد" (٦٠ / ٢) بالأولى، والبخاري (٩ / ٢٥١ - ٢٥٢) بالأخرى.
قال الحافظ في "الفتح " في شرح الرواية الأولي: أشار إلى أنه لم يصرح لهم
بالنهي، لانما أشار إلى أن الأولى ترك ذلك، لأن العزل إنما كان خشية حصول
الولد، فلا فائدة في ذلك، لأن الله إن كان قدر خلق الولد لم يمنع العزل ذلك،
فقد يسبق الماء ولا يشعر العازل، فيحصل العلوق ويلحقه الولد، ولا راد لما قضى
الله ". انتهى كلام الألباني. ثم علق على قول الرسول ﷺ السابق بقوله:
1 / 17