عبروا عنها بالالف المهموز فهذا اول الحروف اعجز العلمآء وائمة اللغة * وممن عجز عنها ايضا الافرنج عموما فانها عندهم اول حروف الهجاء ولا يفرقون بينها وبين الالف الساكنة فانهما عندهم على شكل واحد * وعلى ذكر الخلاف فى هذا الحرف يحسن هنا ان نذكر ما قاله الشيخ المشار اليه فة صفحة ٧١ من الكتاب المذكور ونص عبارته واما ما يجوز ابداله يآء محضة فيجوز نقطه مثل مائة وفئة ورئة والائمة نعم اذا كان قبلها الف مسبوقة بالهمزة نحو آيل وأبس وآيب تبدل يآء حقيقة بمقتضى القياس الصرفى نظير ما قالواه فى جمع ذؤابة على ذوائب حيث لم يجمعوه على اصله ذآئب وقد ورد من حديث الصحيحين قوله ﷺ آيبون تائبون عابدون ولم يروه احد بالهمز انتهى وهو يخالف ما قاله الامام ابو الفتح احمد بن محمد فى كتابه الذى سماه نزه الطرف فى الصرف ونص عبارته متى اعتلت عين الفعل فوقعت بعد الف فاعل همزت البتة لاعتلالها نحو قام فهو قائم وسار فهو سائر فان صحت الواو فى الماضى صت فى اسم الفاعل ايضا وذلك نحو عور فهو عاور وصيد فهو صايد غير مهموز
ومزلقة النون اما واعم فانها تلتبس فى اوائل الالفاظ واواسطها واواخرها مثال الاول لفظة النرجس وقد مر الكلام عليها ومثال الثانى لفظ الحنزاب اى الديك اوردها المصنف فى حزب وفى حنزب والزنجبة اى العظامة أوردها فى زجب وزنجب وقس عليه العنصر والعنددل والمنصل والصلتوت والغرنوق والتخاريب والكنبث والجتعدل والقندويل والخضروف * وكثيرا ما يكتب امثال هذه الالفاظ بالحمرة اشارة الى ان الجوهرى لم يذكرها مع انها توجد فى الصحاح فى الفعل الثلاثى كتحميره الترجمان وهو فى الصحاح فى رجم كما تقدم وذلك يحوج الى روية وامعان نظر ومثالث حومانة الدراج اوردها المصنف فى حوم وحمن والدربان أورده فى درب وفى النون وقس عليه الربان والدكان والبرهان والكشخان والهيمان والبستان والعيدانة والغيسانى والعنوان والزرجون والغليكون وما لا يحعى من نظائرها * ومن الغريب هنا ان المصنف قاد الجوهرى فى مادة طحن بان قال الطحان مصروف ان لم تجعله من الطح وحرفته ككتابة فانه بعد ان ثبت الطحين والطحانة لم يبق وجه لان يجعل من الطح على انه ليس فيه معنى يناسب الطحن لان معناه البسط وان تـ الشئ بعقبك والعجب ان المصنف تنبه للحرفة ولم ينتبه لمناسبة وزن فعال أصحاب الصنائع والحرف نحو عجان وخباز وطباخ بخلاف وزن فعلان وانما يصح ما قاله في حسان
1 / 38