حتى قالوا تمكن فى المكان وهذا كما قالوا فى تكسير المسيل امسلة وقيل الميم فى المكان اصل كانه من التمكن دون الكون وهذا يقويه ما ذكرناه من تكسيره على افعلة وقد حكى سيبويه فى جمعد امكن وهذا زائد فى الدلالة على ان وزن الكلمة كانها اصلية والمكان مذكر ثيل توهموا فيه طرح الزوائد كانهم كسروا مكنا وامكن عند سيبويه مما كسر على غير ما كسر عليه مثله الجوهرى والمكانة المنزلة وفلان مكين عند فلان بين المكانة والمكانة الموضع قال تعالى ولو نشآء لمسخناهم على مكانتهم قال ولما كثر لزوم الميم توهمت اصلية فقيل تمكن كما قالوا من المسكي تمكن ذكر الجوهرى ذلك فى الترجمة * وقال ابن برى مكين فعل ومكان فعال ومكانة فعالة ليس شئ منها من الكون فهذا سهو وامكنة افعلة تمسكن فهو تمفعل كتمدرع مشتق من المدرعة بزيادته فعلى قياسه يجب فى تمكن تمكون لانه تمفعل على اشتقاقه لا تمكن وتمكن وزنه تفعل وهذا مله سهو وموضعه فصل الميم من باب النون وسنذكره هناك * ثم قال فى مكن والمكان الموضع والجمع امكنة كقذال واقذلة واماكن جمع الجمع قال ثعلب يبطل ان يكون مكان فعالا لان العرب تقول كن مكانك وقم مقامك واقعد مقعدك فقد دل هنا على انه مصدر من كان او موضع منه قال وانما جمع امكنة فعاملوا الميم الزائدة معاملة الاصلية لان العرب تشبه الحرف بالحرف كما قالوا منارة زمنائر فشبهوها بفعالة وهى مفعلة من النور وكان حكمه مناور كما قبل مسيل وامسلة ومسلان وانما مسيل مقطعة من السيل فكان ينبغى ان لا يتجاوز فيه مسايل لكنهم جعلوا الميم الزائدة فى حكم الاصلية فصار مفعل فى حكم فعيل فكسر تكسيره انتهى قلت الظاهر ان ابن يرى مسبوق الى القول بان وزن مكان فعال لانه متأخر عن ثعلب * اما المعان بمعنى للبآءة والمنزلة فذكره فى معن وقال عن الازهرى ان الميم من معان ميم مفعل وذكر معان موضع بالشام فى معن وعون ثم اعاد المعان بمعنى المنزل فى عين وقال عن ابن سيده قد ذكر فى الصحيح لانه يكون فعالا ومفعلا * وأكثر ما يزلق فيه ائمة اللغة من حيث ايراد الالفاظ هو ما كان فيه الهمزة التى هى اول الحروف والنون التى هى اخفها وارخمها واحلاها فزلقة الهمزة ان بعضهم يراها اصلية وبعضهم يراها منقلبة عن حرف العلة والمصنف ﵀ لا يلتفت الى خلاف العلمآء فيها بل يأخذ بقول بعضهم لغاية تخطئة الجوهرى وقد ظهر منه هذا التعنت فى اول كتابه مما يدل على انه كان متشذرا للتخطئة ومتشروا للنسوئة قال فى ابأ الابآءة كعبآءة القصبة ج ابآء هذا موضع ذكره كما حكاه ابن جنى عن سيبويه لا المعتل كما توهمه الجوهرى وغيره * قال المحشى عبارة المصنف على ما فيها من الايجاز الجائز عن حد الالغاز فيها امور منها وزنه بالعبآءة وهو الى الآن لم يتقرر ضبطه ولا هو مشهور شهرة تقطع النزلع ولو ضبطه بقوله كسحابة
1 / 33