بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والمخلوقين، فالملائكة عالمٌ، والجنّ عالمٌ، والإنس عالمٌ، والطير عالمٌ، والوحش والنّعام عالمٌ، وكل جنسٍ من الروحانيين كذلك مما له حواس.
والحشرة: ما كان من الهوام، وصغار دوابّ الأرض مثل: الحناظب، والجعلان، والنمل، والحيّات، والأساريع، واليرابيع، وهو اسمٌ جامعٌ لذلك كله.
فالعالم: البرية، فعيلة، بمعنى مفعولة، من برأ الله الخالق، أي خلقهم وذرأهم، من قوله: "يذرؤكم في بطون أمهاتكم".
والطّمش: الخلق كلهم من الناطقة، قال:
1 / 135
وما نجا من حشرها المحشوشِ
وحشٌ ولا طمشٌ من الطّموشِ
والأنام: الناس، وأناسي.
قال تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكينٍ، ثم خلقنا النّطفة علقةً، فخلقنا العلقةمضغةً، فخلقنا المضغة عظامًا، فكسونا العظام لحمًا، ثم أنشأناه خلقًا آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين".
فالعلق: دمٌ جامدٌ قبل أن ييبس، والقطعة منه علقةٌ، ثم يصير مضغةً، والمضغة: لحمٌ.
قال أهل العلم: كلّ حاملٍ يرتكض ولدها في نصف حملها. يكون نطفةً أربعين ليلةً، وعلقةً أربعين، ومضغةً أربعين، ثم ينفخ فيه الروح.
وأكثر ما يبقى الولد في البطن أربع سنين، وأقله ستة أشهرٍ.
1 / 136
أراد عمر أن يرجم امرأةً أتت بولدٍ لستة أشهر، فقال عليٌّ: ويحك يا عمر! أما سمعت الله يقول: "والوالدات يرضعن أولادهنَّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمَّ الرّضاعة"، ثم قال: "وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا".
وولد عبد الملك بن مروان لستة أشهرٍ، وولد الشّعبيُّ لسبعة أشهرٍ [...]، وولد جرير بن الخطفى لسبعة أشهرٍ، "وولد محمد بن عجلان مولى فاطمة بنت الوليد" لثلاث سنين أو أكثر. قال عمر بن الخطاب: "أيّما امرأةٍ فقدت زوجها فلم تدرِ أين هو فإنها تتربص أربع سنين، ثم تعتدُّ أربعة أشهرٍ وعشرًا ثم تتزوج إن شاءت".
1 / 137
قال علي: "قد بليت فلتصبر ليس لها أن تتزوج أحدًا حتى يصحَّ فقده أو طلاقه".
قال الشافعي: القياس مع عليّ.
وولد المسيح عيسى، صلى الله عليه، لثمانية أشهر، يقال لذلك لا يبقى مولودٌ لثمانية أشهرٍ، ويبقى لسبعةٍ ولستةٍ.
فإذا استبان حملها قيل: قد أرأت، فهي مرءٍ، كما ترى والحذف فيه أيضًا صوابٌ، والمرأة أول ما تحمل: نسءٌ، وقد نسئت.
فإذا اشتهت على حملها قيل: وحمت توحم وحمًا، فهي وحمى، بيّنة الوحام.
فإذا عمل لها طعامٌ: فهي خروسٌ، واسم ذلك الطعام الخرسة، وقد خرّسوها.
فإذا أثقلت: فهي مثقلٌ، ثم مرءٍ.
فإذا ضربها المخاض قيل: مخضت فهي ماخضٌ، ويقال: مخضت مَخاضًا ومِخاضًا.
1 / 138
وإذا حملت في آخر قرئها عند إقبال الحيضة قيل: حملته وضعًا، ويقال: حملته وضعًا وتضعا، وسهوًا أي على حيضٍ، فهي واضعٌ.
فإذا يبس الولد في البطن قيل: أحشت، فهي محشٌّ، وألقته حشيشًا.
فإذا سهلت ولادتها قيل: ولدته سرحًا، ويقال لها: قد أيسرت.
فإن خرجت رجلاه قبل رأسه قيل: ولدته يتنًا.
فإن ولدته قبل أن يتم، قيل: سُقطٌ وسِقطٌ.
فإن ألقته وهو مضغةٌ قيل: أملصت، فهي مملصٌ.
فإذا ولدته لتمام شهوره قيل: ولدته للتّمام، بالألف واللام، ويجوز في الشعر لتمامٍ بكسر التاء فيهما، وفي ليلِ التّمام، وسائرهنَّ بفتح التاء.
1 / 139
فإذا خرج الولد فصاح قيل: قد استهل.
ويقال لأول ما يخرج من بطن المولود العقي وقد عقى يعقي عقيًا.
فإن أرضعت الولد الثاني قبل أن يكمل الأول رضاع حولين فهي الغيلة، قال رسول الله صلى الله عليه: "لقد هممت أن أنهى عن الغيلة، ثم أخبرت أنّ فارس والروم تفعله فلا يضيرهم".
وقال صلى الله عليه: "أن الغيلة لتدرك الفارس يومًا فتدعثره".
يعني أنه يضعف إذا قطع عنه الرضاع، ويقال: أغال الرجل وأغيل، والولد مغالٌ ومغيلٌ.
ويقال امرأةٌ ماشيةٌ وضانئةٌ: وهو أن يكثر ولدها،
1 / 140
وقد مشت تمشي مشاءً، ممدودٌ، وضنت تضني ضناءً، ممدودٌ، وضنأت تضنأً ضنوءًا.
والمشبلة: التي تقيم على ولدها بعد زوجها، ولا تتزوج، يقال: قد أشبلت، وحنت عليهم تحنو فهي حانيةٌ، فإن تزوجت فليست بحانيةٍ.
والمشاء: ممدودٌ، قي قول الخليل، فعل الماشية، تقول: إن فلانًا لذو مشاءٍ وماشيةٍ، وأمشى فلانٌ إذا كثرت ماشيته.
ويقال: أحملت المرأة فهي محملٌ إذا نزل لبنها من غير حبلٍ، وكذلك لناقة.
اللقوة: من النساء السريعة اللقح.
ويقال: أنهك صلا المرأة إنهاكًا: إذا انفرج في الولادة.
1 / 141
وأزغلت فهي مزغلٌ: إذا أرضعت.
فإذا ولدت واحدًا فهي بكرٌ، وإذا ولدت اثنين فهي ثنيٌّ.
والمقلات: التي لا يبقى لها ولدٌ.
والنّزور: القليلة الولد.
والرّقوب والهبول: مثل المقلات.
والثّكول: الفاقد.
قال: والتعفير أن ترضع ولدها، ثم تدعه، ثم ترضعه، ثم تدعه، وذلك إذا أرادت أن تفطمه.
ويقال: هذا بكر أبويه لأول ولدهما، وكذلك الجارية مثل الذكر، والجميع منهما أبكارٌ.
وعجزة ولد أبويه آخرهم، وكذلك كبرة أبويه والذكر (والأنثى) في ذلك سواءٌ، بالهاء، والجمع مثل الواحد.
1 / 142
وتضاضة ولد أبيه (آخرهم) ونضاضة الماء آخره وبقيته.
فإذا كان أقعدهم في النسب قيل: هو كبر قومه، وإكبرة قومه مثل إفعلة، والمرأة كذلك.
ويقال: أصاف الرجل إذا ولد له بعد الكبر، وولده صيفيّون، فهو مصيفٌ. وأربع الرجل، فهو مربعٌ إذا ولد له في الشباب، وولده ربعيّون.
ويقال للذي يخرج مع الولد السّلى، وهو الجلدة التي يكون فيها الولد.
والغرس: الذي يخرج مع الولد كأنه مخاطٌ، وجمعه أغراسٌ.
والحولاء: الماء الذي يكون في السّلى.
والسّابياء: الماء الذي يكون على رأس الولد، ويقال: السّابياء والحولاء والصآة، مثل الصّعاة، والسّخذ (واحدٌ) ومنه قيل: رجلٌ مسخدٌ إذا كان ثقيلًا من مرضٍ أو غيره، لأن السخد ماءٌ ثخينٌ يخرج مع الولد، ويقال: الفقء هو السابياء، والذي يخرج على رأس الصبي هو الشّهود، واحدها شاهدٌ، وهي الأغراس.
1 / 143
قال: وإذا حسن غذاء الولد فهو معذلجٌ، وقد عد لجته ومسرهدٌ، ومسرعفٌ.
فإذا أسيء غذاؤه: فهو سغلٌ ووغلٌ، وجحنٌ وجدعٌ، وقد أجدعته وأجحنتهفهو مجحنٌ ومؤدنٌ.
والمؤدن: الذي يولد ضاويًا.
والمقرقم: البطيء الشباب، ويقال: الجحن: البطيء الشباب، وقد جحن جحنًا.
والمحثل: السيئ الغذاء.
ويقال: هذا صوغ هذا، أي على قدره. وهذا سوغ هذا إذا بعده على إثره، ويقال: سيغ هذا بمعنى سوغ.
فإذا أشبه أباه قيل: تقيّل أباه، وتقيّضه، وتصيّره تقيّلًا وتقيّضًا وتصيّرًا إذا نزع إليه في الشبه.
فإذا ولد فهو طفلٌ بلا حدٍّ ولا وقتٍ، ويقال: إنما هو شدخٌ صغيرٌ إذا كان رطبًا.
1 / 144
فإذا سمن شيئًا قيل: قد تحلم، وقد اغتال.
فإذا كان لا يقضي حاجته إلا مرةً في اليوم قيل: قد صرب ليسمن.
فإذا فطم: فهو فطيمٌ.
فإذا انتفخ: فهو جفرٌ. فإذا ارتفع عن ذلك: فهو جحوشٌ فإذا خدم: فهو حزوّزٌ، ومترعرعٌ.
فإذا سقطت رواضعه قيل: ثغرَ، فهو مثغورٌ. فإذا نبتت قيل: اثّغر واتّغر.
فإذا ارتفع ولم يبلغ الحلم: فهو يافعٌ ويفعةٌ، وغلمانٌ يفعةٌ مثل الواحد، وغلمانٌ أيفاعٌ، وقد أيفع يوفع إيفاعًا، فهو يافعٌ على غير قياس في هذا وفي جمع اليفعة.
فإذا احتام: فهو حالمٌ، ونحوه لززٌ.
فإذا خرج وجهه: فهو طارٌّ.
فإذا التف وجهه، ولم يكن في الشعر مزيدٌ: فهو مجتمعٌ، وهو شابٌ من الحلم إلأى أن يكتهل.
1 / 145
والأشدّ ما بين ثماني عشرة إلى الثلاثين، مثل قدٍّ وأقدٍّ، ثمّ هو كهلٌ.
فإن تأخر نكاحه فهو عانس، ويقال: عنست المرأة تعنس عنوسًا، وعنّست تعنّس تعنيسًا، فهي معنّسة، ورجلٌ عانسٌ.
فإذا تمت شدته فهو صملٌّ، قالت أعرابيةٌ:
ولكن صملٌّ قد علا الشّيبُ رأسهُ ... فروجٌ لأفخاذِ النّساءِ جسامُ
ثم ملهوزٌ، ثم هو أشيب وأشمط.
فإذا استبان فيه السّن فهو شيخٌ، ثم مسنٌّ، ثم قحمٌ، وقحرٌ، والمرأة شمطاء، وشيباء، وقحمة، وقحرة.
فإذا خلق فهو إنقحلٌ، والمرأة إنقحلةٌ، ونهشلٌ
1 / 146
ونهشلةٌ، وقد نهشلت إذا أسنّت وفيها بقيةٌ، لم يذهب جلّ شبابها، قال:
لمّا رأتني خلقًا إنقحلا
فإذا قارب الخطو، وضعف فهو دالفٌ.
فإذا انحنى فهو عشمةٌ وعشبةٌ.
فإذا بلغ أقصى ذلك، فهو هرمٌ.
فإذا هذى: فهو المهتر.
فإذا ذهب عقله: فهو الخرف، خرف يخرف خرفًا.
والهمُّ: الكبير من الناس والدّواب، رجلٌ همٌّ. وامرأةٌ همةٌ.
العلُّ من كل شيء: المسنُّ الصغير الجرم، والجرم الجسم.
والقحب: سعال الشيخ والكلب، قحب يقحب قحابًا وقحبًا، ويقال أخذه سعالٌ قحبٌ، وأهل اليمن يسمون المرأة المسنة: قحبةً بلغتهم.
1 / 147
قال أبو عبيدٍ: يقال: للشباب من الناس، الغرانقة، ويقال للشباب نفسه: الغرانق، بضم الغين.
والعبعب: الشاب التام.
والغيسان: الشاب. فإذا امتلأ قيل: غطى يغطي غطيًا وغُطيًا.
والمسبكر: الشاب المعتدل التام، وكذلك المطرهمُّ.
الشارخ: الشاب، والجميع: شرخٌ، قال حسان:
إنَّ شرخَ الشّبابِ والشّعرَ الأسودَ ... ما لم يعاصَ كانَ جنونا
1 / 148
قال ويقال في الأسنان: وذّمت على الخمسين، وذرّفت عليها، وأرميت عليها، وأرديت كله بمعنى زاد عليها.
فإذا دنا لها ولم يبلغها، قال: زنأت للخمسين، وحبوت لها، وزاهمتها مزاهمةً. فإن أراد أنها دنت قال: قدعت لي الخمسون.
قال: ويقال للشيخ إذا ولى وكبر: عتا يعتو عتيًا، فمن قول الله: "وقد بلغتُ منَ الكبرِ عتيًّا".
وعسا يعسو، وتسعسع، واقثمَّ اقثمامًا فإذا كبر وهرم: فهو الهلوّف، ومثله شيخٌ جلحابٌ وجلحابةٌ، وكذلك القحر، والقهب، والدّردح.
1 / 149
فإذا اضطرب من الكبر فهو منودلٌ. فإذا لم يعقل من الكبر، قيل: أفند وأهتر، فهو مفندٌ ومهترٌ. وتقعوس: كبر، وتقعوس البيت: تهدم.
واليفن والحوقل والقشعم: الكبير.
الذكاء: السن، يقال: ذكى الرجل أي أسن، وبدّن مثله.
1 / 150
باب النفس والجسم والشخص
سامحت قرونه وهي النفس، وهي القرونة.
والجرشى، على فِعلّى، النفس.
والحوباء والقتال وهي الضرير.
والذماء: بقية النفس، ذمى يذمي إذا تحرك، ومثله الحشاشة، والذّماء: الحركة.
والشراشر: النفس والمحبة جميعًا لم يذكره الخليل، ومثله النّسيس.
والقتال: بقية الجسم والنفس كليهما.
والجرم: الجسم، وفلانٌ قد جمع جراميزه أي جسمه إذا تقبض واجتمع.
1 / 151
وشخص الإنسان وطلله وقوامته وآله: شخصه.
والجثمان: الشخص مثل جثمان القطاة.
والجسمان: الجسم، ويقال: نجل جسمانه للجسم، ويقال للجسم: الأجلاد والتجاليد، يقال: فلانٌ عظيم الأجلاد، وقد نحلت أجلاد فلانٍ.
والقمة: شخصه إذا كان قائمًا، يقال: فلانٌ طويل القمة، وقصير القمة، وقمة الرأس أعلى الرأس ووسطه.
ويقول: إنه لحسن السّحناء، وحسن السّحنة وجاءت فرس فلان حسنة السحنة، وحسنة السحناء، ومسحنةً: إذا كانت حسنة الحال: والسحن لين البشرة.
وسماوة كل شيء: شخص أعلاه.
وشدف كل شيء: شخصه، والجماع الشّدوف.
وشبَحه وشبْحه، مثقّلٌ ومخفّفٌ، شخصه.
وأمّة الإنسان: قامته، يقال: هو حسن الأمة أي القامة، والجمع الأمم. ويقال: هو حسن القامة والقومة والقوميّة والقوام.
1 / 152
الرأس وما فيه وشعره ونعوته
الجمجمة: جملة عظم الرأس.
الرأس الأكبس: العظيم الهامة، المشرفة هامته على وجهه، رجلٌ أكبس، وامرأةٌ كبساء، بيّنة الكبس.
والرأس المصفح: الذي يضغط من قبل صدغيه فيطول ما بين جبهته وقفاه.
والصّعل: دقة الرأس وخفّته، رجلٌ صعلٌ وامرأةٌ صعلةٌ.
السّمعمع: الصغير الرأس.
والرأس المؤوّم: الضخم المستدير.
والخشاش: الخفيف يشبه برأس الحية، ورجلٌ خشاشٌ: خفيف الجسم ضربه.
1 / 153
والجهضم: الضخم الهامة، المستدير الرأس.
الأرأس: الرجل العظيم الرأس.
والعلاوة: الرأس والعنق، وجمعه علاوى مثل: هراوة وهراوى.
والفروة: جلدة الرأس خاصةً.
وظاهر جلد الرأس: البشرة، وباطنه: الأدمة، يقال: فلانٌ مبشرٌ مؤدمٌ أي كاملٌ عنده لينٌ وشدةٌ.
ويقال لكل جمعةٍ تجتمع من شعر الرأس أو اللحية: فليلةٌ، يقال للرجل: إنه لعظيم فلائل اللحية، وفلائل الرأس.
وإذا انحصّ شعر الرجل وبقي شعرٌ تحت شعره قصيرٌ فذلك الشكير، وكذلك النبت أول ما ينبت قبل أن يتم، وريش الفرخ، يقال: قد أشكر رأسه.
ومن الشعر: الفودان، وهما شعر القرنين ناحيتي الرأس، فإذا ضفرهما، فهما العقيصتان والضفيرتان.
والتلبيد: أن يلبد الشعر بالصمغ أو بالسّكِّ، ليطمئنَّ.
1 / 154