حرية
قال أحد أمراء الموصل وكان أريبا، لأحد ندمائه وكان أديبا: «ما شر ما يمتحن به الأديب؟»
قال النديم وهو يبتسم: «فقدان الذوق الذي يجعل أدبه فاترا خيرا منه البارد.» وأطرق النديم لحظة، ثم قال للأمير: «وما شر ما يمتحن به صاحب السلطان؟»
قال الأمير وقد ظهر في وجهه العبوس: «ثناء الذين لا يحسنون الثناء، يقولون فينا فلا يصدقهم أحد، ويقولون فينا فلا نصدقهم نحن؛ لأنهم يقولون فينا وهم لا يصدقون أنفسهم.» قال أحد الجلساء: «فما يمنعكما أن تحظرا على الأديب الذي لا ذوق له أن يحدث أدبا، وعلى المادح الذي لا فن له أن يحدث مدحا؟!»
قال الأمير وعلى ثغره ابتسامة خير منها العبوس: «فإن الحرية تأمرنا أن نخلي بين الناس وبين ما يقولون من الجد والهراء.»
حرية
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ألم تر إلى فلان ولد حرا، وشب حرا، وشاخ حرا، فلما دنا من الهرم آثر الرق فيما بقي من الأيام على الحرية التي صحبها في أكثر العمر؟!
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: أضعفته السن؛ فلم يستطع أن يحتمل الشيخوخة والحرية معا، وأنت تعلم أن الحرية تحمل الأحرار أعباء ثقالا.
أدب
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: أليس قد أدبنا الإسلام بأن نجلس بحيث ينتهي بنا المجلس؟
Unknown page