ومعه بيضة من ذهب أصابها في بعض المعادن. قال: خذها مني صدقة، فقد أصبحت لا أملك غيرها، فأعرض عنه النبي
صلى الله عليه وسلم ، وجاءه الرجل من ركنه الأيمن فأعاد عليه القول، فأعرض عنه النبي مرة ثانية، وأعاد الرجل القول فأعرض عنه النبي مرة ثالثة، وأعاد الرجل القول للمرة الرابعة؛ فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم
في لهجة المغضب: هاتها. فلما دفعها الرجل إليه حذفه بها حذفة لو أصابته لشجته، ثم قال: «يأتي أحدكم بماله كله يتصدق به ثم يجلس يتكفف الناس.»
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: فقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم
إذن يكفكف من غلو أصحابه في الصدقة، ويخفف من إمعانهم في البر وإجهادهم لأنفسهم.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: كان يرفق بهم؛ لأنهم لم يكونوا يرفقون بأنفسهم.
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: فأين نحن من أولئك الناس؟!
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: نحن في المنزلة التي لا يرفق الرجل فيها بنفسه، ولا بأهله، ولا بولده، ولا بغيرهم من الناس؛ لأنه يؤثر المال على الرفق والبر والإحسان جميعا، وصدق الله العظيم حين قال:
Unknown page