78

فمن يك في حبي بثينة يمتري

فبرقاء ذي ضال علي شهيد (5) لغة واحدة

قال كثير: لقيني جميل مرة فسألني: من أين أقبلت؟ قلت: من عند أبي الحبيبة - أعني بثينة.

فسألني: وإلى أين تمضي؟

قلت: إلى الحبيبة - أعني عزة.

فقال: لا بد أن ترجع عودك على بدئك فتستجد لي موعدا من بثينة.

فاستحييت أن أرجع وعهدي بها الساعة، وألح قائلا: لا بد من ذلك.

فسألته: متى عهدك ببثينة؟ فقال: في أول الصيف وقد وقعت سحابة بأسفل وادي الدوم، فخرجت ومعها جارية لها تغسل ثيابها، فلما أبصرتني أنكرتني، فضربت بيديها إلى ثوب في الماء فالتحفت به، وعرفتني الجارية فأعادت الثوب في الماء، وتحدثنا حتى غابت الشمس، ثم سألتها الموعد، فأنبأتني أن أهلها سائرون، ولم أجد أحدا آمنه فأرسله إليها.

قال كثير: فاقترحت عليه أن آتي الحي، فأتمثل بأبيات من شعر أذكر فيها هذه العلامة إن لم أقدر على الخلوة بها، فوافقني، وخرجت حتى أنخت بالقوم، فسألني أبوها: ما ردك؟ قلت: ثلاثة أبيات عرضت لي، فأحببت أن أعرضها عليك، وأنشدته وبثينة تسمع:

فقلت لها: يا عز أرسل صاحبي

Unknown page