Jamic Wajiz
الجامع الوجيز في وفيات العلماء أولي التبريز - للجنداري
Genres
سنة 657: فيها قام ودعا الإمام المنصور بالله: الحسن بن بدر
الدين: محمد بن أحمد بن يحي بن يحي في شهر رمضان، وقيل أنه ادعى في السنة الأولى بعد قتل المهدي بشهر فقط وكان الحسن قد بايع لابن وهاس، وبايعه كثير من الناس كما تقدم، وكان مآل وهاس أن أسره أولاد المنصور بالله حتى مات في السجن، وكان بن وهاس علامة، محققا له مقالات في الفروع، وفيها قام ودعا الإمام الحجة المحدث: يحي بن محمد من ذرية زيد بن الحسن المعروف: بالسري دعا بعد قتل المهدي في بني فاهر من حضور وأجاب خلق كثير.
قال الجندي: كان السراجي إماما كبيرا في مذهب الزيدية وعكفوا مدة يأخذون عليه وكان في حفظ السند آية باهرة كان يحفظ ستين ألف حديث، وفيها قبض قطز أحد علماء المعز على ابن أستاذه على المنصور وتسلطن بدلا منه حيث لم ينهظ بما تولاه وعلى يده جرت وقعة عين جالوت التي فيها أعز الله الإسلام وذلك أن التتار نزلت على حلي ولم يصبح الصباح إلا وقد حفرت عليهم خندقا عمق قامة وعرض أربعة أذرع ونصبوا حائط قدر خمسة أذرع ونصبوا عشرين منجنيقا ورموا ثم نقبول الأسوار ووضعوا السيف فقتل كثير وأسر كثير ثم حاصرت التتار دمشق ورموه بالمجانيق وطلبوه أهله الأمان وأمنوهم وسلموا مواضع وقلاع ثم وصل جيش الإسلام من المحدثين وغيرهم من وعليهم الملك المظفر قطز الصالحي فالتقى الجمعان على عين جالوت ونصر الله دينه، وقيل مقدم التتار كتيع ووقع في دمشق القتل في النصارى.
سنة 658: فيها قتلت النصارى وأحرقت كنيستهم بدمشق فلما رجع
المظفر رمي وهو داخل إلى مصر بسهم وسلطن بدل الملك الطاهر وكرت التتار آخر السنة على حلب فأخذوه، وفيها قتل الملك ناصر الدين ابن غادي بن العادل بن أيوب وكان افضل أهل بيته حاصرته التتار عشرين شهرا حتى فنى أهل البلد ثم دخلوا عليه وضربت عنقه وطيف برأسه ومن شعر ناصر الدين:
فوالله لو قطعت قلبي تأسفا لما زادني إلا هوا وصبابة ... وخد عيني كآسات دمعي دما صرفا
Page 186