Jamic Wajiz
الجامع الوجيز في وفيات العلماء أولي التبريز - للجنداري
Genres
أحمد بن الحسين بن القاسم وذلك أن الشيخ العلامة احمد بن محمد الرصاص كان ممن قال بإمامة المهدي وحث لنا على طاعته وأطنب في ذلك وكتب في ذلك كتابا إلى الجيل والديلم يحثهم على متابعة الإمام قيل ثم سأل الإمام أن يوليه بلاد الظاهر فأبى الإمام ثم أن الإمام أرسل إلى حوث في سن السبعين فلما دخل على الرصاص هتقوه وضربوه حتى دموه فخرج السدي إلى الإمام فأخبره فغضب وكتب إلى العلماء في ذلك وقال أما يستحي الشيخ من أبيه علي بن أبي طالب ولو جرى منا لأخذ عبد الرصاص شيئا لفعل الأفاعيل، ثم وصل الرصاص الكتاب أرعد وأبرق وعزم على المخالفة وخرج من حوث هو وجماعة وأولهم الشيخ الأمير الحسين -عليه السلام- أنه مطلوب من الإمام فخرج معهم إلى بطنة عذر ثم وفقه الله ورجع إلى الإمام وبقى عنده أياما ثم كاتبه الإمام واستعطفهم فلم يتجمع فيهم فأرسل إليهم الحسن وابن وهاس بإرضائهم من كل ما نقموا به، قال الحسن إليه ما كتبوا إلى صنعاء إلى أحمد بن المنصور بالله، فلما رجعت رسل الإمام بلا جوابات عزم على حربهم ولما كان يوم الأربعاء لليلتان بقيتا من صفر أمر الإمام بالنهوض فانكسرت إحدى رايتي الإمام فوقع في قلوب الناس من ذلك وقالوا لو ترك الإمام الحرك في هذا اليوم فكره النظر وقال امظوا على اسم الله [ ] { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا } ثم شرع الحرب وسعرت وبعد مدة انهزم أصحاب الإمام وثبت معه جماعة ثم انهزموا واحدا ثم لم يبق معهم إلا واحدا ثم لم يبق معه إلا الطاهر المعلا بن عبد الله العنسي، فلما قتل الفقيه أحاطوا بالإمام من كل جانب وهو يضرب فيهم يمينا وشمالا فضرب رجل رجل فرسه ولزم آخر شكيمة الفرس فعثر به فناهض الإمام ولم يمكنه النهوض فطعنه رجل من تحت الدرع على سرته وأجهز عليه آخرون، ثم انتهبوا جميع البقية وروى أنهم مثلوا به مثلة شنيعة، ثم أن الأمراء والرصاص بالغوا الحسن ابن وهاس في ربيع من السنة ولم يبايع طابعا الأمر يريد الدنيا وعاش الشيخ أحمد بعد هذه القصة من إلى الشهر الكريم رمضان بحوث وتوفي بحوث وروى أنها بلغت لسانه إلى صدره وأهل حوث يزعمون أنه تاب وكان الرصاص من المحققين، له تصانيف عجيبة منها: (الجوهرة )أصول الفقه، (والكاشف) أربعة أجزاء في الرد على صاحب الخارقة، وفيها الكافية العجيبة، وقتل الخليفة العباسي أبو أحمد المستعصم [....]الوزير ابن العلقمي كاتب التتار سرا وحرضهم على قصد بغداد، فلما جاؤا أشار الوزير بان يخرج إليهم في تدبير الصلح فخرج الوزير وتوثق لنفسه منهم فلما رجع قال إلى الخليفة أن ملكهم قد رغب أن يزوج ابنته بابنك ويطيع لهم ويرحل عنكم فخرج الخليفة في أعيان دولته فأنزلهم التتار في خيمة وسار ابن العلقمي ليحضر العلماء والشهود في زعمه فقتل الجميع وأبى الخليفة وطلبة ليلا وسأله عن أشياء ثم قتله وأولاده وبقى القتل نيفا وثلاثون يوما ثم نودي بالأمان وبلغ القتلى ألف ألف وثمانمائة ألف.
قال العامري: وكان المستعصم بحر العباسيين ببغداد وكانت دولتهم خمسمائة أربعة وعشرين سنة،وعن المعتصم انتصب سلطان اليمن عمر بن علي بن رسول وبقيت دولته في اليمن إلى حدود خمسين وثمانمائة .
قال الزحيف: وروى أن قتل المستعصم في اليوم الذي قتل فيه الإمام المهدي وفي حدودها مات الشيخ محمد بن الحسين بن عبد الله الأموي تاج الدين أبو الفضائل صاحب مختصر المحصول، وأحد تلامذة الفخر الرازي، وفيها يعقوب بن عبد الرحمن بن القاضي أبي سعد بن محمد بن أبي عصرون مدرس القاهرة له مؤلف على المهدي، وفيها توفي القاهر أبو الفضل: زهير بن محمد المهلبي الشاعر المشهور صاحب الديوان ومن شعره ملغزا في الفضل :
وأسود عار أنحل البرد جسمه
وأعجب شيئ أنه الدهر حارسا
... وما زال من أوصافه الحرص والمنع
وليس له عين وليس له سمع
ومن قصيدة له:
يا ليل مالك آخر
يا ليل طل يا شوق دم لي فيك أجر مجاهد
Page 183