153

Jamic Wajiz

الجامع الوجيز في وفيات العلماء أولي التبريز - للجنداري

وفي سابع جمادى الآخرة استولت الفرنج لعنهم الله على عكا فخرج بعض الأمراء إلى ملك الفرنسيين وبذل سليم البلد وما فيه على أن يطلق المسلمون فلم يرض ثم أن أميرين خرجا ليلا في شيء صغير سرا من أصحابهم وأتقن من بقى بالعطب ثم تراسل صلاح وهم ان يطلقوا من بعكا ويطلق من أسراهم بعددهم ويطلق السليم الكبير، فلم يقنعوا فأرسل إليهم يخرجوا دفعة وهو يأتي يقاتلهم حتى أن يخلصوا فاشتغلوا حتى أصبح الصبح وظهرت أعلام الكفر على الأسوار فضج المسلمون بالبكاء وحملوا على الفرنج من جميع جهاتهم ليشتغلوا عن أهل المدينة، فلم ينفع فلما رأوا ذلك أخرجوا إليهم وبذلوا مائتي ألف دينار وخمسمائة أسير والصليب وأربعة عشر ألف دينار لصاحب صور وحلفوا له وسلم فغدروا وحبسوا من فيه اعتذارا بأنهم ينفونهم حتى يسلم الماء والرجال فجمع صلاح مائة ألف وقال لهم يرسل أصحابه ويضمر الداوية لأنهم لا يغدرون فلم يرض الداوية فعلموا عزمهم على الغدر،ثم وقعت معركة بينهم انكشفت الفرنج عن مواقعهم فرأوا أكثر المسلمين قتلا واستبقوا الأمراء أهل الأموال فلما رأى صلاح رد الأسرى والصليب إلى دمشق ثم خرج الفرنج آخر رجب ناحية عسقلان فوصلوا إلى قيسارية والمسلمون يتبعونهم وأمر السلطان ألا ينفقوا على أحد ممن وجدوه فأنفقت معارك عظيمة فخرب صلاح عسقلان خشية أن يملكوها وسار صلاح القدس فزينها وعمر سورها وقواها بالرجال والأموال وكان أيضا ينقل الحجارة إلى العمارين بنفسه حتى أكملوها.

وفيها السيد الإمام صاحب مكة داود بن عيسى بن فليتة العلوي الحسيني،وفيها رجعت الفرنج الرملة.

Page 141