Jāmiʿ al-Rasāʾil
جامع الرسائل
Editor
د. محمد رشاد سالم
Publisher
دار العطاء
Edition
الأولى ١٤٢٢هـ
Publication Year
٢٠٠١م
Publisher Location
الرياض
كَانَ الحكم الديني فِي هَذِه الْآيَة أظهر إِرَادَة وَأَنه أَمر بِالصبرِ على تبليغه وَالْقِيَام بحقوقه
وَلما كَانَ صبره عَلَيْهِ لَا يتم إِلَّا بمخالفته لمن دَعَاهُ إِلَى خِلَافه من كل آثم أَو كفور نَهَاهُ عَن طَاعَة هَذَا وَهَذَا وأتى بِحرف أَو دون الْوَاو ليدل على أَنه مَنْهِيّ عَن طَاعَة أَيهمَا كَانَ إِمَّا هَذَا وَإِمَّا هَذَا فَكَأَنَّهُ قيل لَهُ لَا تُطِع أَحدهمَا وَهُوَ أَعم فِي النَّهْي من كَونه مَنْهِيّا عَن طاعتهما فَإِنَّهُ لَو قيل لَهُ لَا تطعهما أَو لَا تُطِع آثِما وكفورا لم يكن صَرِيحًا فِي النَّهْي عَن طَاعَة كل مِنْهُمَا بمفرده
الْآيَتَانِ: ٢٥، ٢٦
وَلما كَانَ لَا سَبِيل إِلَى الصَّبْر إِلَّا بتعويض الْقلب بِشَيْء هُوَ أحب إِلَيْهِ من فَوَات مَا يصبر على فَوته أمره بِأَن يذكر ربه سُبْحَانَهُ بكرَة وَأَصِيلا فَإِن ذكره أعظم العون على تحمل مشاق الصَّبْر وَأَن يصبر لرَبه بِاللَّيْلِ فَيكون قِيَامه بِاللَّيْلِ عونا على مَا هُوَ بصدده بِالنَّهَارِ ومادة لقُوته ظَاهرا وَبَاطنا ولنعيمه عَاجلا وآجلا
الْآيَة: ٢٧
ثمَّ أخبر سُبْحَانَهُ عَمَّا يمْنَع العَبْد من إِيثَار مَا فِيهِ سعادته فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهُوَ حب العاجلة وإيثارها على الْآخِرَة تَقْدِيمًا لداعي الْحس على دَاعِي الْعقل
الْآيَة: ٢٨
ثمَّ ذكر سُبْحَانَهُ خلقهمْ وإحكامه وإتقانه بِمَا شدّ من أسرهم وَهُوَ ائتلاف الْأَعْضَاء والمفاصل والأوصال وَمَا بَينهَا من الرباطات وَشد بَعْضهَا
1 / 75