197

Jamic Rasail

جامع الرسائل

Investigator

د. محمد رشاد سالم

Publisher

دار العطاء

Edition Number

الأولى ١٤٢٢هـ

Publication Year

٢٠٠١م

Publisher Location

الرياض

وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: ﴿وَإِذ نجيناكم من آل فِرْعَوْن يسومونكم سوء الْعَذَاب﴾ [سُورَة الْبَقَرَة: ٤٩]، ﴿كدأب آل فِرْعَوْن﴾ [سُورَة آل عمرَان: ١١]، ﴿وَلَقَد جَاءَ آل فِرْعَوْن النّذر * كذبُوا بِآيَاتِنَا كلهَا فأخذناهم أَخذ عَزِيز مقتدر﴾ [سُورَة الْقَمَر: ٤١]- ٤٢] . وَقَوله: ﴿أدخلُوا آل فِرْعَوْن أَشد الْعَذَاب﴾ [سُورَة غَافِر: ٤٦] متناول لَهُ وَلَهُم بِاتِّفَاق الْمُسلمين، وبالعلم الضَّرُورِيّ من دين الْمُسلمين. وَهَذَا بعد قَوْله تَعَالَى حِكَايَة عَن مُؤمن من آل فِرْعَوْن يكتم إيمَانه: ﴿أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله﴾ [سُورَة غَافِر: ٢٨]، وَالَّذِي طلب قَتله هُوَ فِرْعَوْن، فَقَالَ الْمُؤمن بعد ذَلِك: ﴿مَالِي أدعوكم إِلَى النجَاة وتدعونني إِلَى النَّار * تدعونني لأكفر بِاللَّه وأشرك بِهِ﴾ [سُورَة غَافِر: ٤١]- ٤٢]، والداعي إِلَى الْكفْر هُوَ كَافِر كفرا مغلظا، فَهَذَا فِيهِ. ووصفهم أَيْضا بالْكفْر إِلَى قَوْله: ﴿فوقاه الله سيئات مَا مكروا وحاق بآل فِرْعَوْن سوء الْعَذَاب * النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا وَيَوْم تقوم السَّاعَة أدخلُوا آل فِرْعَوْن أَشد الْعَذَاب﴾ [سُورَة غَافِر: ٤٥]- ٤٦]، فَأخْبر أَنه حاق بآل فِرْعَوْن سوء الْعَذَاب، وَيَوْم تقوم السَّاعَة أدخلُوا آل فِرْعَوْن أَشد الْعَذَاب. ثمَّ قَالَ: ﴿وَإِذ يتحاجون فِي النَّار فَيَقُول الضُّعَفَاء للَّذين استكبروا إِنَّا كُنَّا لكم تبعا فَهَل أَنْتُم مغنون عَنَّا نَصِيبا من النَّار * قَالَ الَّذين استكبروا إِنَّا

1 / 214