إِذْ يَقُول تَعَالَى يُوفونَ بِالنذرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَره مُسْتَطِيرا الْآيَة ٧
الْآيَة: ١١
ثمَّ أخبر سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ وقاهم شَرّ مَا يخافونه ولقاهم فَوق مَا كَانُوا يأملونه
الْآيَات: ١٢-٢٠
وَذكر سُبْحَانَهُ أَصْنَاف النَّعيم الَّذِي حياهم بِهِ من المساكن والملابس والمجالس وَالثِّمَار وَالشرَاب والخدم وَالنَّعِيم وَالْملك الْكَبِير
وَلما كَانَ فِي الصَّبْر من حبس النَّفس والخشونة الَّتِي تلْحق الظَّاهِر وَالْبَاطِن من التَّعَب وَالنّصب والحرارة مَا فِيهِ كَانَ الْجَزَاء عَلَيْهِ بِالْجنَّةِ الَّتِي فِيهَا السعَة وَالْحَرِير الَّذِي فِيهِ اللين والنعومة والإتكاء الَّذِي يتَضَمَّن الرَّاحَة والظلال المنافية للْحرّ
الْآيَة: ٢١
ثمَّ ذكر سُبْحَانَهُ لون ملابس الْأَبْرَار وَأَنَّهَا ثِيَاب سندس خضر وإستبرق وحليتهم وَأَنَّهَا أساور من فضَّة فَهَذِهِ زِينَة ظواهرهم ثمَّ ذكر زِينَة بواطنهم وَهُوَ الشَّرَاب الطّهُور وَهُوَ بِمَعْنى التَّطْهِير
فَإِن قيل فَلم اقْتصر من آنيتهم وحليتهم على الْفضة دون الذَّهَب وَمَعْلُوم أَن الْجنان جنتان من فضَّة آنيتهما وحليتهما وَمَا فيهمَا وجنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وَمَا فيهمَا
قيل سِيَاق هَذِه الْآيَات إِنَّمَا هُوَ فِي وصف الْأَبْرَار ونعيمهم مفصلا دون تَفْصِيل جَزَاء المقربين فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ إِنَّمَا أَشَارَ إِلَيْهِ أشارة تنبه على مَا سكت عَنهُ وَهُوَ أَن شَارِب الْأَبْرَار يمزج من شرابهم
فالسورة مسوقة بِصفة الْأَبْرَار وجزائهم على التَّفْصِيل وَذَلِكَ وَالله أعلم
1 / 73