Jamic Latif
الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف
Genres
الحجر، ويبتدئ من أول الحجر من المكان الذى ابتدأ منه أولا ولا يعد رجوعه إلى ذلك شوطا يفعل ذلك سبعا، فإن رجع إلى أهله ولم يعد لزمه دم كما قاله صاحب «الهداية».
وحكى ابن عبد البر إجماع العلماء على أن من طاف بالبيت يلزمه أن يطوف من وراء الحجر، ولو لم يطف من ورائه لم يجزه.
التاسع: لو طافت المرأة متنقبة فى غير حالة الإحرام فمقتضى مذهب الشافعى الكراهة كما تكره صلاتها متنقبة، قاله النووى وهو مذهب مالك.
قال الجد (رحمه الله): محل هذا حيث أمنت من رؤية الرجال لوجهها، أما حيث لم تأمن كما هو الغالب من حال الطواف فلا كراهة، بل تنقبها حينئذ متعين، وعندنا لا يكره لها ذلك فى الطواف. نص عليه السروجى فى غايته.
العاشر: قال ابن جماعة فى «منسكه» ومن البدع ما يفعله كثير من الجهلة من ملازمة البيت وتقبيله عند إرادة الطواف قبل استلام الحجر الأسود وتقبيله، والذى سنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنما هو الابتداء بالحجر لأنه يمين الله فلا يناسب البداءة بغيره والله أعلم.
فصل فى ثواب النظر إلى البيت زاده الله شرفا وبيان مصلى النبى (صلى الله عليه وسلم) حول البيت وذكر ذرع أرض المطاف
روى الحسن البصرى (رحمه الله) فى «رسالته» أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: من جلس مستقبل القبلة ساعة واحدة محتسبا لله عز وجل ولرسوله تعظيما للبيت، كان له كأجر الحاج والمعتمر والمرابط القائم، وأول ما ينظر الله إلى أهل الحرم، فمن رآه مصليا غفر له، ومن رآه قائما غفر له، ومن رآه جالسا مستقبل القبلة غفر له.
وروى ابن عباس رضى الله عنهما عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: إن الله ينزل فى كل يوم وليلة مائة وعشرين رحمة على هذا البيت، ستون للطائفين، وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين (1).
Page 125