314

Jamic Bayan

جامع البيان في تفسير القرآن

تعدو بنا شطر جمع وهي عاقدة

قد كارب العقد من إيفادها الحقبا

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني سفيان بن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن داود بن أبي هند، عن ابن أبي العالية: { شطر المسجد الحرام } يعني تلقاءه. وحدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: { شطر المسجد الحرام } نحوه. حدثنا محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: { فول وجهك شطر المسجد الحرام } نحوه. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة: { فول وجهك شطر المسجد الحرام } أي تلقاء المسجد الحرام. حدثنا الحسين بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: { فول وجهك شطر المسجد الحرام } قال: نحو المسجد الحرام.

حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: { فول وجهك شطر المسجد الحرام } أي تلقاءه. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار، عن ابن عباس أنه قال: شطره: نحوه. حدثني المثنى، قال: ثنا الحماني، قال: ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء: { فولوا وجوهكم شطره } قال: قبله. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: { شطره } ناحيته جانبه، قال: وجوانبه: شطوره. ثم اختلفوا في المكان الذي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يولي وجهه إليه من المسجد الحرام. فقال بعضهم: القبلة التي حول إليها النبي صلى الله عليه وسلم وعناها الله تعالى ذكره بقوله: { فلنولينك قبلة ترضاها } حيال ميزاب الكعبة. ذكر من قال ذلك: حدثني عبد الله بن أبي زياد، قال: ثنا عثمان، قال: أنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن يحيى بن قمطة، عن عبد الله بن عمرو: { فلنولينك قبلة ترضاها } حيال ميزاب الكعبة. وحدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: ثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن يحيى بن قمطة، قال: رأيت عبد الله بن عمرو جالسا في المسجد الحرام بإزاء الميزاب، وتلا هذه الآية: { فلنولينك قبلة ترضاها } قال: هذه القبلة هي هذه القبلة. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثنا هشيم بإسناده عن عبد الله بن عمرو نحوه، إلا أنه قال: استقبل الميزاب فقال: هذا القبلة التي قال الله لنبيه: { فلنولينك قبلة ترضاها }. وقال آخرون: بل ذلك البيت كله قبلة، وقبلة البيت الباب. ذكر من قال ذلك: حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: البيت كله قبلة، وهذه قبلة البيت، يعني التي فيها الباب. والصواب من القول في ذلك عندي ما قال الله جل ثناؤه: { فول وجهك شطر المسجد الحرام } فالمولي وجهه شطر المسجد الحرام هو المصيب القبلة. وإنما على من توجه إليه النية بقلبه أنه إليه متوجه، كما أن على من ائتم بإمام فإنما عليه الائتمام به وإن لم يكن محاذيا بدنه بدنه، وإن كان في طرف الصف والإمام في طرف آخر عن يمينه أو عن يساره، بعد أن يكون من خلفه مؤتما به مصليا إلى الوجه الذي يصلي إليه الإمام. فكذلك حكم القبلة، وإن لم يكن يحاذيها كل مصل ومتوجه إليها ببدنه غير أنه متوجه إليها، فإن كان عن يمينها أو عن يسارها مقابلها فهو مستقبلها بعد ما بينه وبينها، أو قرب من عن يمينها أو عن يسارها بعد أن يكون غير مستدبرها ولا منحرف عنها ببدنه ووجهه.

كما: حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عميرة بن زياد الكندي، عن علي: { فول وجهك شطر المسجد الحرام } قال: شطره قبله. قال أبو جعفر: وقبلة البيت: بابه. كما: حدثني يعقوب بن إبراهيم، والفضل بن الصباح، قالا: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك، عن عطاء قال: قال أسامة بن زيد: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من البيت أقبل بوجهه إلى الباب فقال:

" هذه القبلة، هذه القبلة "

حدثنا ابن حميد وسفيان بن وكيع قالا: ثنا جرير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، قال: حدثني أسامة بن زيد، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من البيت، فصلى ركعتين مستقبلا بوجهه الكعبة، فقال:

" هذه القبلة "

مرتين. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الملك، عن عطاء، عن أسامة بن زيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه. حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثنا أبي، قال: ثنا ابن جريج، قال: قلت لعطاء: سمعت ابن عباس يقول: إنما أمرتم بالطواف، ولم تؤمروا بدخوله. قال: لم يكن ينهى عن دخوله، ولكني سمعته يقول: أخبرني أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها، ولم يصل حتى خرج، فلما خرج ركع في قبل القبلة ركعتين وقال:

" هذه القبلة "

Unknown page