264

Jamic Bayan

جامع البيان في تفسير القرآن

والولي معناه «فعيل»، من قول القائل: وليت أمر فلان: إذا صرت قيما به فأنا إليه فهو وليه وقيمه ومن ذلك قيل: فلان ولي عهد المسلمين، يعني به: القائم بما عهد إليه من أمر المسلمين. وأما النصير فإنه فعيل من قولك: نصرتك أنصرك فأنا ناصرك ونصيرك وهو المؤيد والمقوي. وأما معنى قوله: { من دون الله } فإنه سوى الله وبعد الله. ومنه قول أمية بن أبي الصلت:

يا نفس مالك دون الله من واقي

وما على حدثان الدهر من باقي

يريد: ما لك سوى الله وبعد الله من يقيك المكاره. فمعنى الكلام إذا: وليس لكم أيها المؤمنون بعد الله من قيم بأمركم ولا نصير فيؤيدكم ويقويكم فيعينكم على أعدائكم.

[2.108]

اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله أنزلت هذه الآية. فقال بعضهم بما: حدثنا به أبو كريب، قال: حدثني يونس بن بكير، وحدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة بن الفضل، قال: ثنا ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس: قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه وفجر لنا أنهارا نتبعك ونصدقك فأنزل الله في ذلك من قولهم: { أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } الآية. وقال آخرون بما: حدثنا بشر بن معاذ، قال ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: { أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } وكان موسى يسأل فقيل له:

أرنا الله جهرة

[النساء: 153]. حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } أن يريهم الله جهرة، فسألت العرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالله فيروه جهرة. وقال آخرون بما: حدثني به محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله الله: { أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } أن يريهم الله جهرة. فسألت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم أن يجعل الله له الصفا ذهبا، قال:

" نعم، وهو لكم كمائدة بني إسرائيل إن كفرتم "

فأبوا ورجعوا. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قال: سألت قريش محمدا أن يجعل لهم الصفا ذهبا، فقال:

Unknown page